قال الإمام ابن القيم رحمه الله في مفتاح دار السعادة (1/253): وتأمل
حكمته تعالى في ان جعل ملوك العباد وأمرائهم
وولاتهم من جنس أعمالهم بل كأن أعمالهم
ظهرت في صور ولاتهم وملوكهم فإن استقاموا
استقامت ملوكهم وإن عدلوا عدلت عليهم وإن
جاروا جارت ملوكهم وولاتهم وإن ظهر فيهم
المكر والخديعة فولاتهم كذلك وإن منعوا
حقوق الله لديهم وبخلوا بها منعت ملوكهم
وولاتهم ما لهم عندهم من الحق ونحلوا بها
عليهم وإن أخذوا ممن يستضعفونه مالاً
يستحقونه في معاملتهم أخذت منهم الملوك
مالاً يستحقونه وضربت عليهم المكوس
والوظائف وكل ما يستخرجونه من الضعيف
يستخرجه الملوك منهم بالقوة فأعمالهم
ظهرت في صور أعمالهم وليس في الحكمة
الإلهية أن يولى على الأشرار الفجار إلا
من يكون من جنسهم ولما كان الصدر الأول
خيار القرون وأبرها كانت ولاتهم كذلك
فلما شابوا شابت لهم الولاة فحكمة الله
تأبى أن يولي علينا في مثل هذه الأزمان
مثل معاوية وعمر بن عبد العزيز فضلاً عن
مثل أبي بكر وعمر بل ولاتنا على قدرنا
وولاة مَن قبلنا على قدرهم .