السبت، 10 مايو 2014

من آفات الحسد

قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في خطبة له بعنوان"الحسد":

من آفات الحسد: أن الحاسد لا يزال في جحيم، وفي غيض، يعيش عيشة نكده، لما يرى من نزول النعم على عباد الله وهو يحسدهم، فيظل يحترق قلبه عليهم وعلى ربه سبحانه وتعالى، فيعيش في نكد لما يرى من تنزل النعم على عباد الله، وهل أحد يمنع فضل الله سبحانه؟ ما يرسل الله (مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ)، لا أحد يمنع قضاء الله وقدره، لا أحد يمنع الرزق، لا أحد يمنع المصائب، وإنما هذا بيد الله سبحانه وتعالى، فالحاسد يعيش في قلق دائم، لأن نعم الله تتوالى على عباده، وهو لا يريد أن ينزل عليهم شيء، ما يريد أن الناس يرزقون، ما يريد أن الناس يتعلمون، ما يريد أن الناس ينالون من فضل الله، يريد الدنيا كلها له، ولا يريد لأحد شيئا، فيتحسر ويتألم ويبقى في ألم شديد، بسبب الحسد، فإن الحسد كالنار تشتعل في قلبه.
 دع الحسود فإن تركك قاتله، ألم ترَ أن النار تأكل بعضها إذا لم تجد ما تأكله.
فالحسود إنما يضر نفسه، فاستعيذوا بالله من الحسد، وطهروا أخلاقكم من الحسد، وتمنوا لإخوانكم الفضل والنعمة، بعدما تتمنون ذلك لأنفسكم، هذه علامة الإيمان، المؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، هذا هو المؤمن: "لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ"،