البدع الدِّينيَّة التي يَتقرَّب بها النَّاس إلى الله فيها مفاسد عظيمة
منها: أولاً:
أنَّ
الله لم يأذن بها، وقد أنكر على الذين
يتبعون من شرَّعوا بلا إذن؛ فقال:
﴿أَمْ
لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ
الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ﴾
[الشورى:21].
ثانيًا:
أنَّها
خارجة عن هَدْي النَّبي صلَّى الله عليه
وعلى آله وسلَّم؛ ولهذا قال عليه الصلاة
والسلام:
(عليكم
بسنَّتي وإيَّاكم ومُحدَثَاتِ
الأمور).
ثالثًا:
أنَّها
تقتضي إمَّا جهل النبي صلى الله عليه وعلى
آله وسلم وأصحابه بهذه البدعة، وإما عدم
عملهم بها، وكلا الأمرين خطأ.
إنْ
قُلت:
إنَّ
الرَّسول عَلِمَ عنها مشكلة، وإنْ قلت:
عَلِمَ
ولكن لم يعمل ولم يبلِّغ مشكلة أيضًا.
رابعًا:
أنَّها
تستلزم عدم صحة قول الله تعالى:
﴿الْيَوْمَ
أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾ [المائدة:3]
. لأنَّك
إذا أتيت بشيء جديد؛ يعني:
أنَّ
الدِّين في الأول ناقص لم يكمُل، وهذا
خطيرٌ جدًا؛ أن نقول:
هذه
البدعة تقتضي أنَّ الدين لم يكمُل.
خامسًا:
أنَّ
هؤلاء المبتدعين جعلوا أنفسهم بمنزلة
الرُّسل الذين يُشرِّعون للنَّاس، وهذه
أيضًا مسألة خطيرة.ولو
تأمَّلت لوجدت أكثر من هذه الخمس في
مضَارِّ البدع ولو لم يكن منها إلا أنَّ
القلوب تتعلق بهذه البدع أكثر مما تتعلق
بالسُّنَّة -كما
هو مُشاهَد-
حيث
تجد هؤلاء الذين يعتنون بهذه البدع ويحرصون
عليها لو فكرت في حال كثيرٍ منهم لوجدت
عنده فتورًا في الأمور المشروعة المتيقَّنة؛
فهو ربما يبتدع هذه البدعة وهو حليق
اللحية، مسبل الثياب، شارب للدخان، مقصِّر
في صلاة الجماعة.
يقول
بعض السلف:
ما
ابتدع قوم بدعة إلا تركوا من السُّنَّة
مثلها أو أشد.حتى
إنَّ بعض العلماء قال:
المبتدع
لا توبة له.لأنَّه
سنَّ سُنَّة يمشي النَّاس عليها إلى يوم
القيامة أو إلى ما شاء الله؛ بخلاف المعاصي
الخاصة؛ فهي خاصة بفاعلها وإذا تاب ارتفعت
لكن المشكلة البدعة؛ حيث لو تاب الإنسان
من البدعة فالذين يتَّبعونه فيها لم
يتوبوا؛ فلذلك قال بعض العلماء:
إنَّه
لا توبة لمبتدع؛ لكن الصَّحيح أنَّ له
توبة، وإذا تاب توبة نصوحًا تاب الله
عليه، ثم يسأل الله أن تُمحَى هذه البدعة
ممن اتبعوه فيها.
العلامة العثيمين-مِن
بدع شهر رجب ..
والتَّحذير
من خطورة الابتِداع