قال الشيخ العثيمين رحمه الله في شرح العقيدة الواسطية(ص231): المعاهدون
ينقسمون إلى ثلاثة أقسام:
قسم
استقاموا على عهدهم وأمناهم، فيجب علينا
أن نستقيم لهم، لقوله تعالى:
{فَمَا
اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا
لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ}
.
وقسم
خانوا ونقضوا العهد، فهؤلاء لا عهد لهم،
لقوله تعالى:
{وَإِنْ
نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ
عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ
فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ
إِنَّهُمْ لا أَيْمَانَ لَهُمْ}
[التوبة:
12] .
وقسم
ثالث يظهرون الاستقامة لنا، لكننا نخاف
من خيانتهم، بمعنى أنه توجد قرائن تدل
على أنهم يريدون الخيانة، فهؤلاء قال
الله فيهم:
{وَإِمَّا
تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً
فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ
إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ}
[الأنفال:
58] ،
أي:
انبذ
إليهم عهدهم، فقل:
لا
عهد بيننا وبينكم.
فإذا
قال قائل:
كيف
ينبذ العهد إليهم وهم معاهدون؟!
قلنا:
لخوف
الخيانة، فهؤلاء لا نأمنهم، لأنه يمكن
في يوم من الأيام أن يصبحونا، فهؤلاء ننبذ
إليهم على سواء، ولا نخونهم ما دام العهد
قائماً، لأنه لو قال المسلمون:
نحن
نخاف منهم الخيانة، سنبادرهم بالقتال.
قلنا:
هذا
حرام، لا تقاتلوهم حتى تنبذوا إليهم
العهد.