قال الشيخ العثيمين رحمه الله في شرح العقيدة الواسطية(225-226): الإحسان
يكون في عبادة الله، ويكون في معاملة
الخلق، فالإحسان في عبادة الله فسره النبي
صلى الله عليه وسلم حين سأله جبريل،
فقال:
ما
الإحسان؟ قال:
"أن
تعبد الله كأنك تراه".
وهذا
أكمل من الذي بعده، لأن الذي يعبد الله
كأنه يراه عبادة طلب ورغبة، "فإن
لم تكن تراه، فإنه يراك"،
أي:
فإن
لم تصل إلى هذه الحال، فاعلم أنه يراك
والذي يعبد الله على هذه المرتبة يعبده
عبادة خوف وهرب، لأنه يخاف ممن يراه.
وأما
الإحسان بالنسبة لمعاملة الخلق فقيل في
تفسيره:
بذل
الندى، وكف الأذى، وطلاقة الوجه.
بذل
الندى:
أي:
المعروف،
سواء كان مالياً أو بدنياً أم جاهياً.
كف
الأذى:
أن
لا تؤذي الناس بقولك ولا بفعلك.
وطلاقة
الوجه:
أن
لا تكون عبوساً عند الناس، لكن أحياناً
الإنسان يغضب ويعبس، فنقول:
هذا
لسبب، وقد يكون من الإحسان
إذا كان سبباً لصلاح الحال.
ولهذا،
إذا رجمنا الزاني أو جلدناه، فهو إحسان
إليه.
ويدخل
في ذلك إحسان المعاملة في البيع، والشراء،
والإجارة، والنكاح ...
وغير
ذلك، لأنك إذا عاملتهم بالطيب في هذه
الأمور، صبرت على العسر، وأوفيت الحق
بسرعة، هذا يعد بذل الندى، فإن اعتديت
بالغش والكذب والتزوير، فأنت لم تكف
الأذى، لأن هذا أذية.