قال الشيخ العثيمين رحمه الله في شرح العقيدة الواسطية(ص292): قوله تعالى: {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75] .
{مَا مَنَعَكَ} : الخطاب لإبليس.
و {مَا مَنَعَكَ} : استفهام للتوبيخ، يعني أي شيء منعك أن تسجد.
وقوله {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} : ولم يقل: لمن خلقت، لأن المراد هنا آدم، باعتبار وصفه الذي لم يشركه أحد فيه، وهو خلق الله إياه بيده، لا باعتبار شخصه.
ولهذا لما أراد إبليس النيل من آدم وحط قدره، قال: {أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً} [الإسراء: 16] ونحن قد قررنا أنه إذا
عُبِّر بـ (ما)
عما
يعقل، فإنه يلاحظ فيه معنى الصفة لا معنى
العين والشخص، ومنه قوله تعالى:
{فَانْكِحُوا
مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ}
[النساء:
3] ،
لم يقل:
(من)
،
لأنه ليس المراد عين هذه المرأة، ولكن
المراد الصفة.