قال الشيخ العثيمين رحمه الله -بتصرف- في شرح العقيدة الواسطية(287-288) وعند شرحه على قوله تعالى: {وَيَبْقَى
وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالأِكْرَامِ}
[الرحمن:
27] وقوله:
{كُلُّ
شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاّ وَجْهَهُ}
[القصص:
88]:
فسر
أهل التحريف وجه الله بثوابه، فقالوا:
المراد
بالوجه في الآية الثواب، كل شيء يفنى،
إلا ثواب الله!
ففسروا
الوجه الذي هو صفة كمال، فسروه بشيء مخلوق
بائن عن الله قابل للعدم والوجود، فالثواب
حادث بعد أن لم يكن، وجائز أن يرتفع، لولا
وعد الله ببقائه، لكان من حيث العقل جائزاً
أن يرتفع، أعني:
الثواب!.
وقولهم
مردود بما يلي:
أولاً:
أنه
مخالف لظاهر اللفظ، فإن ظاهر اللفظ أن
هذا وجه خاص، وليس هو الثواب.
ثانياً:
أنه
مخالف لإجماع السلف، فما من السلف أحد
قال:
إن
المراد بالوجه الثواب!
وهذه
كتبهم بين أيدينا مزبورة محفوظة، أخرجوا
لنا نصاً عن الصحابة أو عن أئمة التابعين
ومن تبعهم بإحسان
أنهم فسروا هذا التفسير، لن تجدوا إلى
ذلك سبيلاً أبداً.
ثالثاً:
هل
يمكن أن يوصف الثواب بهذه الصفات العظيمة:
{ذُو
الْجَلالِ وَالإكْرَامِ}
؟!
لا
يمكن.
لو
قلنا مثلاً جزاء المتقين ذو جلال وإكرام!
فهذا
لا يجوز أبداً، والله تعالى وصف هذا الوجه
بأنه ذو الجلال والإكرام.
رابعاً:
نقول:
ما
تقولون في قول الرسول صلى الله عليه وسلم:
"حجابه
النور، لو كشفه، لأحرقت سبحات وجهه ما
انتهى إليه بصره من خلقه" . فهل
الثواب له هذا النور الذي يحرق ما انتهى
إليه بصر الله من الخلق؟!
أبداً،
ولا يمكن.
وبهذا
عرفنا بطلان قولهم، وأن الواجب علينا أن
نفسر هذا الوجه بما أراده الله به، وهو
وجه قائم به تبارك وتعالى موصوف بالجلال
والإكرام.