قال الشيخ العثيمين رحمه الله في شرح العقيدة الواسطية(241-243)-بتصرف-: بماذا
ينال الإنسان محبة الله عز وجل؟
فالجواب:
أن
المحبة لها أسباب كثيرة:
منها:
أن
ينظر الإنسان:
من
الذي خلقه؟
ومن الذي أمده بالنعم
منذ كان في بطن أمه؟
ومن الذي أجرى إليك
الدم في عروقك قبل أن تنزل إلى الأرض إلا
الله عز وجل؟
من الذي دفع عنك النقم التي
انعقدت أسبابها، وكثيراً ما تشاهد بعينك
آفات ونقماً تهلكك، فيرفعها الله عنك؟
وهذا
لا شك أنه يجلب المحبة.
لو أن أحداً أهدى إليك قلماً، لأحببته،
فإذا كان كذلك، فأنت انظر نعمة الله عليك
النعم العظيمة الكثيرة التي لا تحصيها،
تحب الله.
ولهذا
إذا جاءت النعمة وأنت في حاجة شديدة إليها،
تجد قلبك ينشرح، وتحب الذي أسداها إليك،
بخلاف النعم الدائمة، فأنت تذكر هذه النعم
التي أعطاك الله، وتذكر أيضاً أن الله
فضلك على كثير من عباده المؤمنين، إن كان
الله مَنَّ عليك بالعلم، فقد فضَّلك بالعلم،
أو بالعبادة، فقد فضلك بالعبادة، أو
بالمال:
فقد
فضلك بالمال، أو بالأهل، فقد فضلك بالأهل،
أو بالقوت فقد فضلك بالقوت، وما من نعمة
إلا وتحتها ما هو دونها، فأنت إذا رأيت
هذه النعمة العظيمة، شكرت الله وأحببته.
ومنها:
محبة
ما يحبه الله من الأعمال القولية والفعلية
والقلبية، تحب الذي يحبه الله، فهذا يجعلك
تحب الله، لأن الله يجازيك على هذا أن يضع
محبته في قلبك، فتحب الله إذا قمت بما
يحب، وكذلك تحب من يحب، والفرق بينهما
ظاهر، الأخيرة من الأشخاص، والأولى من
الأعمال، لأننا أتينا بـ (ما)
التي
لغير العاقل من الأعمال والأماكن والأزمان،
وهذه (من)
للعاقل
من الأشخاص، تحب النبي عليه الصلاة
والسلام، تحب إبراهيم، تحب موسى وعيسى
وغيرهم من الأنبياء، تحب الصديقين، كأبي
بكر، والشهداء، وغير ذلك ممن يحبهم الله،
فهذا يجلب لك محبة الله، وهو أيضاً من
أثار محبة الله، فهو سبب وأثر.
ومنها:
كثرة
ذكر الله، بحيث يكون دائماً على بالك،
حتى تكون كلما شاهدت شيئاً، استدللت به
عليه عز وجل، حتى يكون قلبك دائماً مشغولاً
بالله، معرضاً عما سواه، فهذا يجلب لك
محبة الله عز وجل.
وهذه
الأسباب الثلاثة هي عندي من أقوى أسباب
محبة الله عز وجل.