قال
الله تعالى:
{وُجُوهٌ
يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا
نَاظِرَةٌ}
{وُجُوهٌ} أي: وجوه المؤمنين {يَوْمَئِذٍ} أي: يوم القيامة {نَّاضِرَةٌ} بالضاد من النضارة وهي البهاء والحسن. أي: ناعمة غضة حسنة مضيئة مشرقة {إِلَى رَبِّهَا} أي: خالقها {نَاظِرَةٌ} أي: تنظر إليه بأبصارها كما تواترت به الأحاديث الصحيحة، وأجمع عليه الصحابة والتابعون وسلف الأمة واتفق عليه أئمة الإسلام. فالشاهد من الآية الكريمة: إثبات رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة.
وقال تعالى:{عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ}
{عَلَى الأَرَائِكِ} جمع أريكة وهي السرر {يَنظُرُونَ} إلى الله ـ عز وجل ـ. وأما الكفار فإنهم {عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ} والشاهد من الآية إثبات رؤية المؤمنين لربهم ـ عز وجل ـ.
وقال تعالى :{لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}
{لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ} بالقيام بما أوجبه الله عليهم من الأعمال، والكف عما نهاهم عنه من المعاصي: {الْحُسْنَى} أي: المثوبة الحسنى. وقيل: الجنة. {وَزِيَادَةٌ} هي النظر إلى وجه الله الكريم، كما ثبت تفسيرها بذلك عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في صحيح مسلم وغيره، وكما فسرها بذلك سلف هذه الأمة.وعلى ذلك يكون الشاهد من الآية الكريمة: إثبات رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة.
وقال تعالى: {لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ}
{لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا} أي: للمؤمنين في الجنة ما تشتهي أنفسهم وتلذ أعينهم من فنون النعيم وأنواع الخير {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} أي: زيادة على ذلك هو النظر إلى وجه الله الكريم. وهذا هو الشاهد من الآية الكريمة وهو إثبات النظر إلى وجه الله الكريم في الجنة.
ما يستفاد من الآيات الكريمة:
يستفاد منها إثبات رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة، وأنها أعظم النعيم الذي ينالونه. وهذا هو قول الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين. خلافًا للرافضة والحهمية والمعتزلة الذين ينفون الرؤية يخالفون بذلك الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة وأئمتها. ويعتمدون على شُبَه واهية وتعليلات باطلة .
((شرح العقيدة الواسطية للعلامة صالح الفوزان(65-66) -بتصرف- ))