حكم الصلاة على النبي في حالة النسيان
والصواب في ذلك
سئل الإمام ابن باز رحمه الله تعالى في شرحه على مقدمة كتاب الروض المربع :سماحة الشيخ بعض الناس اذا نسي شيئاً صلى على النبي صلى الله عليه وسلم ، فما رأي سماحتكم ؟
فقال الشيخ رحمه الله : لا أعلم له أصل معتمد ، قال تعالى :" واذكر ربك اذا نسيت .
وسئل الشيخ العلّامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
فضيلة الشيخ! يحصل بين كثير من الناس أنه إذا نَسِيَ أحدهم قال: اللهمَّ صلِّ علىٰ محمد،علمًا بأنه يقصد به الذكر فهل هٰذا جائز؟ وإذا قلت له: الذكر ذكر الله يقول لك: مأخوذ عن طيب الذكر؟
الجواب:
أو إذا رأى شيئًا قال: اللهمَّ صلِّ علىٰ محمد؛ أما الأول فلا أعلم له أصلاً ولا علاقة للصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في تذكره؛ اللهم إلا أن يقول: إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذكر أن من جعل صلاته للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإنه يكفى همه؛ لكن أخذها من هٰذا الحديث بعيد، فالأولى إذا نَسِيَ شيئًا أن يذكر الله.
لقاء الباب المفتوح (235/ 22)
|
سائل أراد أن يوجه سؤالاً للإمام الألباني رحمه الله فنسي سؤاله فصلى على النبي صلى الله عليه وسلم فرد عليه الشيخ:
قال العلامة السعدي رحمه الله عند تفسير قول الله عز وجل(واذكر ربك إذا نسيت): الأمر بذكر الله عند النسيان، فإنه يزيله، ويذكر العبد ما سها عنه.
وقال العلامة الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان عند قول الله عز وجل: (واذكر ربك إذا نسي): إِذَا وَقَعَ مِنْكَ النِّسْيَانُ لِشَيْءٍ فَاذْكُرِ اللَّهَ ;لِأَنَّ النِّسْيَانَ مِنَ الشَّيْطَانِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى عَنْ فَتَى مُوسَى: وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ [18 \ 63] ، وَكَقَوْلِهِ: اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ [58 \ 19] ، وَقَالَ تَعَالَى: وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [6 \ 68] ، وَذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى يَطْرُدُ الشَّيْطَانَ، كَمَا يَدُلُّ لِذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى:وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ [43 \ 36] ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ إِلَهِ النَّاسِ مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الْآيَةَ [114 \ 1 - 4] ; أَيِ: الْوَسْوَاسِ عِنْدَ الْغَفْلَةِ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ، الْخَنَّاسِ: الَّذِي يَخْنِسُ وَيَتَأَخَّرُ صَاغِرًا عِنْدَ ذِكْرِ اللَّهِ، فَإِذَا ذَهَبَ الشَّيْطَانُ ذهب النِّسْيَانَ.