الاثنين، 11 مايو 2015

مَنْ هُمْ أهل البيت؟ ومن هم الذين يقصدون بهذه اللفظة؟-إليك الأدلة من كتب الشيعة-


مَنْ هُمْ أهل البيت؟ ومن هم الذين يقصدون بهذه اللفظة؟-إليك الأدلة من كتب الشيعة-
يزعم الشيعة أنهم موالون لأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم -، ومحبون لهم، ومذهبهم مستقاة من أقوالهم وأفعالهم، ومبني على آرائهم ومروياتهم ولكن الحقيقة غير ذلك، فهم ما أرادوا من أهل البيت أهل بيت النبي، بل يقصدون من وراء هذه الكلمة أهل بيت علي لا النبي، وحتى علي لا يعدون جميع أولاده من أهل البيت مع من فيهم بناته اللاتي أنجبتهم فاطمة رضي الله عنها بنت النبي صلى الله عليه وسلم -، بل يقصدون من ذلك أشخاصاً معدودين يعدون على أنامل يد واحدة، فمن هم أهل البيت؟ ومن هم الذين يقصدون بهذه اللفظة؟
فأهل البيت مركب من الأهل والبيت، فقد قال صاحب القاموس ((أهل الأمر ولاته، وللبيت سكانه، وللمذهب من يدين به، وللرجل زوجة كأهلته، وللنبي أزواجه وبناته، وصهره علي رضي الله عنه1، أو نسائه، وللرجال الذين هم آله ولكل نبي أمته))2.
وقال الزبيديوالأهل للمذهب من يدين به ويعتقده، والأهل للرجل زوجته، ويدخل فيه أولاده، وبه فسر قوله تعالى: {وسار بأهلهأي زوجته وأهله، والأهل للنبي صلى الله عليه وسلم أزواجه وبناته وصهره علي رضي الله عنه، أو نسائه، وقيل أهله الرجال الذين هم آله ويدخل الأحفاد والذريات، ومنه قوله تعالى: {وامر أهلك بالصلاة واصطبر عليها}. وقوله تعالى: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيتوقوله تعالى: {ورحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيدوإن أهل كل نبي أمته وأهل ملته ومنه قوله تعالى: {وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة}. وقال الراغب وتبعه المناويأهل الرجل من يجمعه نسب أو دين أو ما يجري مجراهما من صناعة وبيت وبلد، فأهل الرجل من يجمعه وإياهم مسكن واحد، ثم تجوز به فقيلأهل بيته من يجمعه وإياهم نسب أو ما ذكر، وتعورف في أسرة النبي صلى الله عليه وسلم مطلقاً إلى أن قال -: آل الله ورسوله أولياءه وأنصاره، ومنه قول عبد المطلب في جد النبي صلى الله عليه وسلم في قصة الفيل:
وانصر على آل الصليب ... وعابديه اليوم آلك3.
وقال ابن المنظور الأفريقيأهل المذهب من يدين به، وأهل الأمر ولاته، وأهل الرجل أخص الناس به، وأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم أزواجه وبناته وصهره، أعني عليا عليه السلام، وقيل نساء النبي صلى الله عليه وسلم -. . .، وأهل كل نبي أمته، إلى أن قالوأهل الرجل وأهلته زوجه، وأهل الرجل يأهل أهلا وأهولا وأهل تزوج، وأهل فلان امرأة يأهل إذا تزوجها فهي مأهولة، والتأهل التزوج، وفي باب الدعاءآهلك الله في الجنة إيهالا أي زوجك فيها، وأدخلكها، وفي الحديث "أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى الآهل حظين والعزب حظاً"، والآهل الذي له زوجة والعزب الذي لا زوجة له .. وآل الرجل أهله، وآل الله ورسوله أولياءه أصلها أهل، ثم أبدلت الهاء همزة، فصار في التقدير أأل، فلما توالت الهمزتان أبدلت الثانية ألفاًً4.
وقال الجوهريأهل فلان أي تزوج .. قال أبو زيدآهلك الله في الجنة أي أدخلها وزوجك فيها"5.
وقال الخليلأهل الرجل زوجه، والتأهل التزوج وأهل الرجل أخص الناس به وأهل البيت سكانه وأهل الإسلام من يدين به6.
وقد قال الإمام الراغب الأصفهانيأهل الرجل من يجمعه وإياهم نسب أو دين أو ما يجري مجراهما من صناعة وبيت وبلد، فأهل الرجل في الأصل من يجمعه وإياهم مسكن واحد ثم تجوز به فقيل أهل بيت الرجل لمن يجمعه وإياهم النسب، وتعورف في أسرة النبي صلى الله عليه وسلم مطلقاً إذا قيلأهل البيت لقوله عز وجل: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت}، وعبّر أهل الرجل بامرأته وأهل الإسلام الذين يجمعهم إلى أن قال وتأهل إذا تزوج، ومنه قيل آهلك الله في الجنة أي زوجك فيها7.
وقال تحت لفظة آلالآل مقلوب من الأهل إلى أن قال ويستعمل في من يختص بالإنسان اختصاصاً ذاتياً، إما بقرابة قريبة أو موالاة قال عز وجلوآل إبراهيم وآل عمران، وقال: {أدخلوا آل فرعون أشد العذابقيلوآل النبي صلى الله عليه وسلم أقاربه، وقيلالمختصون به من حيث العلم، وذلك أن أهل الدين ضربان، ضرب مختص بالعلم المتقن، والعمل المحكم، فيقال لهمآل النبي وأمته، وضرب يختصون بالعلم على سبيل التقليد، ويقال لهمأمة محمد، ولا يقال لهم آله فكل آل للنبي أمة له، وليست كل أمة آل له، وقيل لجعفر الصادق رضي الله عنهالناس يقولونالمسلمون كلهم آل النبي عليه الصلاة والسلام؟ قالكذبوا وصدقوا فقيل لهما معنى ذلك؟ فقالكذبوا أن الأمة كافتهم آله، وصدقوا في أنهم إذا قاموا بشرائط شريعته آله8).
وقال محمد جواد مغنية الشيعي المعاصرأهل البيت في اللغة سكانه، وآل الرجل أهله، ولا يستعمل لفظ "آلإلا في أهل رجل له مكانة، وقد جاء ذكر أهل البيت في آيتين من القرآن، الأولى الآية 73 من سورة "هود": {رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت}، والثانية الآية 33 من سورة "الأحزاب": {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراًواتفق المفسرون أن المراد بالآية الأولى أهل البيت إبراهيم الخليل، وبالآية الثانية أهل بيت محمد بن عبد الله، وتبعاً للقرآن استعمل المسلمون لفظ أهل البيت وآل البيت في أهل بيت محمد خاصة، واشتهر هذا اللفظ حتى صار علماً لهم، بحيث لا يفهم منه غيرهم إلا بالقرينة، كما اشتهر المدينة بيثرب مدينة الرسول.
اختلف المسلمون في عدد أزواج النبي، فمن قائل أنهن ثماني عشر امرأة، ومنهم من قالإنهن إحدى عشرة، وعلى أي الأحوال فقد أقام مع النساء سبعاً وثلاثين سنة، رزق خلالها بنين وبنات، ماتوا كلهم في حياته ولم يبق منهم سوى ابنته فاطمة، وقد اتفقت كلمة المسلمين على أن علي بن أبي طالبوفاطمة، والحسن والحسين من آل البيت في الصميم9.
ويظهر من هذا كله أن أهل البيت يطلق أصلاً على الأزواج خاصة، ثم يستعمل في الأولاد والأقارب تجاوزاً، وهذا ما يثبت من القرآن الكريم كما وردت هذه اللفظة في ذكر قصة خليل الله عليه الصلاة والسلام لما جاءت رسل الله إبراهيم بالبشرى، فقال الله عز وجل في سياق الكلام: {وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب *
قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخاً إن هذا لشيء عجيب قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت}10).
فاستعمل الله عز وجل هذه اللفظة بلسان ملائكته في زوجة إبراهيم صلوات الله وسلامه عليه لا غير.
ولقد أقر بذلك علماء الشيعة ومفسروها كالطبرسي11 في مجمع البيان12 والكاشاني13 في منهج الصادقين14ولو التجئوا بعد ذلك إلى تأويلات كاسدة فاسدة.
وهكذا قال الله عز وجل في كلامه المحكم في قصة موسى عليه الصلاة والسلام: {فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله آنس من جانب الطور ناراً قال لأهله امكثوا إني آنست ناراً15.
فالمراد من الأهل زوجة موسى عليه الصلاة والسلام كما أجمع عليه مفسروا الشيعة كلهم بأن المراد من الأهل هنا الزوجة لأنه لم يكن مع موسى غيرها، ولقد يقول الطبرسى مفسراً أهل موسى، في سورة النمل أي في قوله تعالى: {وإذ قال موسى لأهلهأي امرأته وهي بنت شعيب16.
وأيضاً تحت قوله تعالى: {سار بأهلهأي بامرأته17).
وأيضاً القمي18 في تفسيره19.
والعروسي الحويزي20 في تفسيره نور الثقلين21.
والكاشاني في تفسيره منهج الصادقين22 وغيرهم.
وهكذا وردت لفظة أهل البيت في القرآن المجيد في سورة الأحزاب أيضاً الآية 33 {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيتولم ترد هذه اللفظة إلا في سياق قصة أزواج النبي صلى الله عليه وسلم خاصة {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفاً خبيراً}23.
ويظهر بداهة ولأول وهلة لمن قرأ هذه الآيات الكريمة أن هذه اللفظة لم ترد إلا في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم خاصة، لأن صدر الآية وقبلها من الآيات لم يخاطب بها إلا أزواجه عليه الصلاة والسلام، وكذلك الآية التي تليها ليس فيها ذكر غيرهن.
وعلى ذلك قال ابن أبي حاتم وابن عساكر برواية لعكرمة وابن مردويه برواية سعيد بن جبير عن ابن عباس أن هذه الآية لم تنزل إلا في أزواج النبي عليه الصلاة والسلام24).
وقد قال الشوكاني في تفسيرهقال ابن عباس وعكرمة وعطاء والكلبي ومقاتل وسعيد بن جبيرإن أهل البيت المذكورين في الآية هن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم خاصة، قالواوالمراد من البيت بيت النبي صلى الله عليه وسلم ومساكن زوجاته لقوله تعالى: {واذكرن ما يتلى في بيوتكن}، وأيضاً السياق في الزوجات {يا أيها النبي قل لأزواجكإلى قوله: {واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفاً خبيراً}25.
وأيضاً ورد في الحديثأن النبي صلى الله عليه وسلم دخل في حجرة عائشة رضي الله عنها، فقالالسلام عليكم أهل البيت ورحمة الله، فقالتوعليك السلام ورحمة الله وبركاته26.
وأيضاً المقصود من بيت النبي صلى الله عليه وسلم بيته الذي يسكنه مع أزواجه صلى الله عليه وسلم -.
فالحاصل أن المراد من أهل بيت النبي أصلاً وحقيقة أزواجه عليه الصلاة والسلام، ويدخل في الأهل أولاده وأعمامه وأبناءهم أيضاً تجاوزاً، كما ورد أن الرسول صلى الله عليه وسلم أدخل في كسائه فاطمة والحسنين وعلياً وقالاللهم هؤلاء أهل بيتيليجعلهم شاملاً في قوله عز وجلإنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيتكما أدخل عمه العباس وأولاده في عبائه لتشملهم أيضاً هذه الآية.
ولقد وردت بعض الروايات التي تنص أن بني هاشم كلهم داخلون في أهل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وأما الشيعة فأرادوا عكس ذلك، فحصروا أهل بيت النبوة في هؤلاء الأربعة، علي، وفاطمة، ثم الحسن، والحسين، وأخرجوا منهم كل من سواهم، ثم اخترعوا طريفة أخرى، فأخرجوا أولاد علي غير الحسنين رضي الله عنهم من أهل البيت ولا يعدون بقية أولاده من أهل البيت من محمد بن الحنفية، وأبي بكر، وعمر، وعثمان، والعباس، وجعفر، وعبد الله، وعبيد الله، ويحيى، ولا أولادهم من الذكور الاثنى عشر، ولا من البنات ثماني عشر ابنة، أو تسع عشرة ابنة على اختلاف الروايات، كما أخرجوا فاطمة رضي الله عنها ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث لا يعدون بناتها زينب وأم كلثوم ولا أولادهما من أهل البيت، وهذه نكتة وطريفة، ومثل هذا الحسن بن علي، حيث لا يجعلون أولاده داخلاً في أهل البيت وكذلك أخرجوا من أهل البيت كلاً من أولاد الحسين من لا يهوى هواهم، ولا يسلك مسلكهم، ولا ينهج منهجهم، وهذا أطرف من الأول.
ولذلك أفتوا على كثيرين من أولاد الحسين، الأولين منهم بالكذب والفجور والفسوق، وحتى الكفر والارتداد، كما شتموا وكفروا أبناء أعمام الرسول وعماته وأولادهم، وحتى أولاد أبي طالب غير علي رضي الله عنه.
والجدير بالذكر أنهم أخرجوا بنات النبي صلى الله عليه وسلم الثلاثة غير فاطمة، وأزواجهن، وأولادهن من أهل البيت بدائياً، ولا ندري أي تقسيم هذا، وأية قسمة هذه، وعلى أي أساس ابتنوها واختاروها؟.
ثم وفي التعبير الصحيح والصريح أن الشيعة لا يرون أهل البيت إلا نصف شخصية فاطمة، ونصف شخصية علي، ونصف شخصية الحسن وبقية الأئمة التسعة عندهم من الحسين إلى الحسن العسكري، والعاشر المولود الموهوم، المزعوم، الذي لم يولد قطعاً ولن يولد أبداً.
فهذه هي حقيقة مفهوم أهل البيت عند القوم، ولو أردنا التوسع فيه لأطلنا الكلام ولكننا نقتصر على هذا بما فيه كفاية لفهم البحث والمسألة.
1 ولا أدري من أين جاء هذا التخليص لعلي رضي الله عنه دون أصهاره الآخرين من عثمان زوج ابنتي النبي صلى الله عليه وسلم ذي النورين، وأبي العاص بن الربيع والد أمامة وزوج زينب، فإن قبل لكونه ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم فهل كان وحيداً أما كان له الأخوة جعفر وعقيل؟ ثم ولم أخرج عم النبي صلى الله عليه وسلم الذي جعله صنو أبيه ألا وهو عباس بن عبد المطلب، وأبنائه، وأولاده، فهل من مجيب؟!
2"القاموسص432 جفصل الهمزة والباب باب اللام ط البابي الحلبي مصر 1952م
3"تاج العروسللزبيدي
4"لسان العربلابن المنظور الأفريقي ص28، 29، 30 ج11 دار صادر بيروت
5"الصحاح للجوهريجص1629 ط دار الكتاب العربي بمصر
6"مقاييس اللغةلأبي الحسين أحمد بن فارس زكريا جص150 ط بيروت
7"المفردات في غرائب القرآن ص28 ط كراتشي باكستان
8المفردات للراغب الأصفهاني ص29، 30
9الشيعة في الميزان ص447 ط دار الشروق بيروت
10سورة هود الآية71، 72، 73
11هو أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي من أكابر علماء الشيعة في القرن السادس، وتفسيره يقع في خمس مجلدات وعشرة أجزاء
12 جص180 ط دار إحياء التراث العربي بيروت
13 هو الملا فتح الله الكاشاني من علماء الشيعة المتعصبين، ولم يصنف تصنيفه إلا رداً بمنهج الصادقين في إلزام المخالفين
14جص493 ط طهران
15سورة القصص الآية 30
16 تفسير مجمع البيان جص211 سورة النمل
17جص250 سورة القصص
18هو أبو الحسن علي بن إبراهيم القمي، إمام مفسري الشيعة وأقدمهم، من أعيان القوم في القرن الثالث من الهجرة
19جص139 ط نجف 1386هـ‍
20 هو عبد الله علي بن جمعة، المتوفى 1112هـ ‍من الشيعة المتعصبين
21جص126 ط قم
22جص95 سورة القصص
23سورة الأحزاب الآية33، 34
24 انظر لذلك دائرة المعارف الإسلامية اردو مقال المستشرق A. S. THRITION جص576 ط لاهور باكستان
25تفسير فتح القدير للشوكاني جص270 ط مصطفى البابي الحلبي مصر 1349هـ‍
26البخاري، كتاب التفسير


من كتاب "الشيعة وأهل البيت" لإحسان إلهي ظهير رحمه الله-بتصرف-