الاثنين، 11 مايو 2015

نبذة عن الدعوة السلفية وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب


 نبذة عن الدعوة السلفية وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد للهوصلى الله وسلم على رسول اللهوعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد..  
فإن الدعوة السلفية هي الدعوة إلى ما بعث الله به نبيه محمداً -عليه الصلاة والسلامهي الدعوة إلى التمسك بالقرآن العظيم والسنة المطهرة، هذه هي الدعوة السلفية، الدعوة إلى السير على المنهج الذي درج عليه الرسول-صلى الله عليه وسلمفي مكة ثم المدينة من إبلاغ الدعوة إلى المسلمين وغيرهم، وتوجيه الناس إلى الخير وتعليمهم ما بعث الله به نبيه من توحيد الله والإخلاص له، والإيمان برسوله محمد -صلى الله عليه وسلموترك الإشراك بالله -عز وجلوالقيام بما أمر الله به ورسوله، وترك ما نهى الله عنه ورسوله، هذه الدعوة السلفية، وعليها درج أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-, فأصحاب النبي -صلى الله عليه وسلمبعد وفاته ساروا على نهجه في الدعوة إلى توحيد الله وإنكار الشرك وتوجيه الناس إلى توحيد الله في أقوالهم وأعمالهم كما أمرهم الله بذلك في قوله -عز وجل-: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ (21) سورة البقرةوفي قوله سبحانهوَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا (36) سورة النساءوفي قوله سبحانهوَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5) سورة البينةفالرسول دعا إلى هذا، وكان المشركون يتعلقون بالقبور –بالأمواتوالأصنام والأشجار والأحجار يدعونها يتمسحون بها، يتبركون بها، يستشفعون بها، يذبحون لها، ينذرون لها، فنهاهم عن ذلك -عليه الصلاة والسلاموأخبرهم أنها لا تنفع ولا تضر، وأن الواجب إخلاص العبادة لله وحده، وقال: (يا قوم قولوا لا إله إلا الله تفلحوافلما فتح الله عليهم مكة بعد الهجرة كسر الأصنام وهدم العزى -كانت شجرة تعبدوهدم مناة -وكانت صخرة تعبدوهدم اللات -وكانت تعبد في الطائفوهكذا جميع الأصنام كسرها، وبعث إلى القبائل والرؤساء يدعوهم إلى توحيد الله، ويأمرهم بترك عبادة الأصنام والأوثان، والأولياء والأنبياء والملائكة، فالعبادة حق الله وحده؛ لأن الله سبحانه يقولوَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) سورة الذارياتويقول سبحانهوَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ (36) سورة النحلومعنى اعبدوا اللهوحدوا الله، يعني خصوه بالعبادةهو الذي يدعى يرجى يسأل يسجد له يركع له يذبح له ينذر لهأما القبور فلا يتعلق بها، لا يبنى عليها لا مساجد ولا غيرها، ولا يدعى أهلها من دون الله، ولا يستغاث بهم، ولا يطلب منهم الشفاعة، فالشفاعة لله وحده قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا (44) سورة الزمر وقد أنكر الله على المشركين في قوله سبحانهوَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ (18) سورة يونسفأنكر الله عليهم بقولهقُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (18) سورة يونسوقال سبحانهفَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَأَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ (3) سورة الزمرثم قال سبحانهوَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى (3) سورة الزمريزعمون أنهم عبدوهم للتقريب، يقولونأمَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى (3) سورة الزمريعني ما عبدنا اللات والعزى والأنبياء والملائكة ودعوناهم واستغثنا بهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى، فأنكر الله عليهم ذلك وأكذبهم، فقال سبحانهإِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌبين سبحانه أنهم كذبة بقولهم أنها تقربهم إلى الله زلفى، كفرة بعبادتهم الأصنام والملائكة والأنبياء، فلا يجوز أن يؤتى صاحب القبر، فيقول يا سيدي فلان انصرني أو أغثني أو اقض حاجتي أو اشفع لي، أو أنا في جوارك، كل هذا منكر كل هذا من الشرك الأكبرفي حياته لا بأس يقول يا فلان اشفع لي، مثلما كان الصحابة في حياة النبي -صلى الله عليه وسلميقولون اشفع لنا يا رسول الله ادع لنا، كان يستغيث لهم إذا أجدبوا، في خطبة الجمعة وفي غيرها، وكان يدعو لهم لا بأس في حياته، وهكذا يوم القيامة إذا بعثه الله يشفع للناس يوم القيامة، أما بعد موته في البرزخ فلا يدعى لا هو ولا غيره من الأنبياء ولا الملائكة ولا الصالحون لا يدعون مع الله ولا يستغاث بهم، لكن تقول يا رب اغفر لي يا رب ارحمني، يا رب أصلح قلبي، يا رب ارزقني، يا رب فرج كربتي، يا رب أصلح أولادي، يا رب انصرني على عدوي، يا رب شفع فيَّ نبيك، يا رب اجعلني من أهل شفاعة نبيك -عليه الصلاة والسلاميا رب وفقني لطاعتك واتباع شريعتك هكذا تقول تسأل ربك هذا هو الطريق الصحيح، هذه هي الطريقة السلفية التي درج عليها الرسول -صلى الله عليه وسلمودرج عليها أصحابه -رضي الله عنهمثم التابعون بعدهم بإحسان درجوا على هذا، وكان الصحابة ومن بعدهم يدعون إلى هذا الطريقالتمسك بكتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلموإلى إخلاص العبادة لله وحده، لا يدعى معه ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا صاحب قبر، ولا جني ولا شجر ولا صنم، ولا غير ذلك، العبادة حق الله وحده، يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ (21) سورة البقرةوَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) سورة الذارياتوَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء (5) سورة البينةمع الإيمان بأن الرسول -صلى الله عليه وسلمهو خاتم الأنبياء لا نبي بعدهأرسله الله للناس كافة للجن والإنسلا بد من هذا الإيمانأن تؤمن بأن محمداً بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي العربي المكي ثم المدني هو رسول الله حقاً -عليه الصلاة والسلاموهو أفضل الخلق، وهو سيد ولد آدم، تؤمن بهذا وتؤمن أن الله أرسله إلى الناس عامة إلى الجن والإنس، من أجاب دعوته واتبع ما جاء به فله الجنة، ومن حاد عن سبيله فله النار، وهو خاتم الأنبياء ليس بعده نبي، من ادعى النبوة بعده كالقـــ.......ة يكون كافراً؛ لأن الله سبحانه يقولمَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ (40) سورة الأحزاب. -عليه الصلاة والسلاموقد تواترت الأحاديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلمأنه خاتم الأنبياء يقول: (إني خاتم الأنبياء لا نبي بعدي) -عليه الصلاة والسلام-. ثم من تمام الدعوة السلفية طاعة الله ورسوله في فعل الأوامر وترك النواهي، الصلاة تصلي كما شرع اللهتزكي كما شرع اللهتصوم كما شرع اللهتحج كما شرع الله، تبر والديك تصل أرحامكتدعو إلى الله بالعلم والهدى، تأمر بالمعروف تنهى عن المنكر بالأسلوب الحسن بالرفق والحكمةتدع المعاصي كالزنا والعقوق والربا وقطيعة الرحم وشرب المسكر إلى غير هذا من المعاصي تدعها وتحذرها طاعةً لله وتعظيماً لله واتباعاً لشريعته، ترجو ثوابه وتخشى عقابه، كل هذا داخلٌ في الدعوة السلفيةأما الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه اللهفهو إمامٌ عالم دعا إلى الله -عز وجلدعا إلى هذه الطريقة، كان رحمة الله عليه في نجد، في.................. من بلاد نجد، ثم انتقل إلى................ كذلك وهي بلدة معروفة قرب الدرعية، فتعلم العلم وتفقه في الدين، ثم سافر إلى الحرمين وتعلم في مكة والمدينة، ثم شرح الله صدره للدعوة السلفية، كان أهل نجد يتعلق بعضهم بالأوثان بالقبور بالأشجار والأحجار كما هو واقع في بلدان كثيرة، فشرح الله صدره لحقيقة التوحيد وللدعوة السلفية التي درج عليها الرسول –صلى الله عليه ةسبلموأصحابه، فلما انشرح صدره لهذا الأمر وعرف أدلته دعا إلى هذا، دعا قومه ودعا الناس في نجد إلى توحيد الله، وكان في نجد قبرٌ لزيد بن الخطاب أخي عمر -رضي الله عنهفي الجبيلة قرب الدرعية يدعى ويعبد من دون الله، كانت هناك أشجار وأحجار تعبد من دون الله فنهى عن هذا ونهى عن التعلق بالأموات والقبور والأشجار والأحجار، وأخبرهم أن هذا شركٌ بالله، وأن الله بعث نبيه -صلى الله عليه وسلميدعو إلى توحيد الله و........ هذا الشرك، وأن الصحابة كذلكفدعا إلى الله في نجد في الدرعيةأولاً في ......... ثم في ........ ثم انتقل إلى الدرعية وساعده محمد بن سعود أمير الدرعية على ذلك، واستمر في الدعوة إلى توحيد الله والإخلاص له واتباع النبي -صلى الله عليه وسلموهدم القباب التي على القبور وقطع الأشجار التي تعبد من دون الله، وهدم القبة التي على قبر زيد بن الخطاب، إلى غير هذا من آثار الشرك، فأعانه الله على ذلك، وأعانه الأمير محمد بن سعود، ثم آل سعود بعده، -جزاهم الله خيراًولم يزالوا عوناً للتوحيد إلى يومنا هذايدعون إلى الله ويساعدون أهل العلم في الدعوة إلى توحيد الله وإنكار الشرك وإقامة الدين، هذه دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمة الله عليهإمامٌ عالم سلفي العقيدة، يدعو إلى توحيد الله وإلى اتباع شريعته، وينهى عن الشرك والبدع والخرافات والمعاصي مثل ما كان الصحابة يدعون إلى اللهمثل ما كان الشافعي وأحمد بن حنبل ومالك وغيرهم من أئمة الإسلام يدعون إلى توحيد الله والإخلاص له، ومثل ما كان شيخ الإسلام ابن تيمية في زمانه في القرن السابع والثامن، وابن القيم -رحمه اللهفي القرن الثامن، وابن كثير وأشباههم يدعون إلى الله، وهو على طريقهم -رحمه اللهفهو سلفيٌ إمام يدعو إلى توحيد الله وطاعة الله واتباع شريعته، وأما أعداؤه من القبوريين الذي ييرمونه بأنه مبتدع أو أنه يبغض الأولياء كل هذا باطل، يكذبون عليه، مثلما كذبوا على النبي -صلى الله عليه وسلموعلى غيره، فهو يدعو إلى توحيد الله ويدعو إلى اتباع النبي -صلى الله عليه وسلمويدعو إلى الحق والهدى ويدعو إلى الإخلاص لله وترك البدع والخرافات التي بلي بها كثيرٌ من الناس فهو إمامٌ مهتدي موفق يدعو إلى توحيد الله وطاعته، ويدعو إلى العقيدة السلفية، وهكذا أنصاره من آل سعود، ومن العلماء والأخيار فكلهم دعاة إلى الحقوأما تسمية الوهابية فهذا لقبه به أعداؤه للتنفير فهو محمدية هو محمد ما هو بـ عبد الوهابهو محمد بن عبد الوهاب، أبوه اسمه عبد الوهاب، الصواب أن يقال محمدية؛ لأنه محمد والنبي محمد -عليه الصلاة والسلامفهو من أتباع محمد -عليه الصلاة والسلاملكن أعداؤه من الجهال أو الذين قلدوا الجهال أو قلدوا الأعداء سموهم بالوهابية جهلاً أو عناداً وتنفيراً من الحق، فلا ينبغي لعاقل أن يغتر بهذا اللقب الذي يرميهم بهم الأعداء ويقولون أنهم أعداء للدين، أو أنهم أعداء للحق، أو أنهم من أهل البدعة كل هذا باطل، الوهابية دعاة للحق دعاة للسلفية، دعاة لما كان عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلموما كان عليه الصحابة، ومن بعدهم من أئمة الإسلام، فالشيخ محمد بن عبد الوهاب وذريته وأتباعه إلى يومنا هذا يدعون إلى توحيد الله وإلى اتباع شريعته وينهون عن الشرك بالله، وعن البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان، ومن البدع البناء على القبور، واتخاذ المساجد عليها؛ لأنها وسيلة للشرك، وإقامة الموالم والاحتفالات بالموالد؛ لأنها وسيلة إلى الشرك، لم يفعلها النبي -صلى الله عليه وسلمولا أصحابه، والخير كلهم في اتباعهم؛ لأن الله يقول -جل وعلاوَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ (100) سورة التوبةالآية، فاتبعوهم بإحسان هم الذين ساروا على نهجهم لم يزيدوا على ذلك، ولم ينقصوا، بل ساروا على نهجهم في توحيد الله والإخلاص له، واتباع الشريعة وتعظيمها، وترك ما نهى الله عنه من البدع، وترك المعاصي، والدعوة إلى توحيد الله، وإلى اتباع رسوله -صلى الله عليه وسلمقولاً وعملاً، هذه طريقة السلف الصالح من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، وهذه طريقة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وطريقة أتباعه من آل سعود وغيرهم من العلماء الذين ساروا على نهجه، وهكذا أتباعه من العلماء الذين ساروا على نهجه في الهند وفي الشام وفي العراق وفي مصر وفي كل مكان، له أتباع كثيرون في أقطار كثيرة، وفي مناطق كثيرة من العالم، عرفوا الحقيقة، عرفوا دعوته الطيبة، من كتبه ومن كتب أتباعه، وأنها دعوة سلفية، دعوة إلى توحيد الله واتباع شريعته، واتباع نبيه محمد -عليه الصلاة والسلامفنصيحتي لكل مسلم أن يتقي الله، وأن يعرف الحق بدليله لا بالتقليد، وقول الجهال واتباع الجهال، ولكن بالدليل ينظر كتب القوم، ينظر ما قرروه في الدرر السنية من كتبهم فتح المجيد، كتاب التوحيد، تيسير العزيز الحميد إلى غير هذا من كتبهم وردودهم حتى يعرف الحقيقة، يعلم أنهم على الحق والهدى، وأنهم دعاة إلى توحيد الله، وإلى اتباع شريعته، وإلى ترك ما نهى الله عنه ورسوله هذه دعوة الوهابية، هذا طريق الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه اللهوهذه طريقة أتباعه وأنصاره من علماء نجد وغيرهم من آل سعود وغيرهمنسأل الله أن يثبت الجميع على الهدى، وأن يصلح قلوب الجميع وأعمال الجميع، وأن يهدي الضال حتى يستقيم على الحق، نسأل الله أن يهدي الضالين، وأن يعلم الجاهلين حتى يعرفوا الحق بدليله، ونسأل الله أن يهدي المتعصبين وأصحاب الهوى حتى يدعو التعصب والهوى، وحتى ينقادوا للحق، ويتبعوا ما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وينقادوا له بالدليل لا بتقليد الجهلة وتقليد أصحاب الهوى، فالتقليد لأصحاب الهوى والتقليد للجهلة يضر ولا ينفع، فالواجب على طالب العلم أن يأخذ الحق بالدليل، وينظر في كتب القوم الذين يسمع عنهم أشياء تخالف الشرع، ينظر كتبهم حتى يعرف الحقيقة بأدلتها، وحتى يتكلم عن علم وعن بصيرة، لا عن تقليد زيد وعمرو ونحو ذلك، نسأل الله للجميع التوفيق والهداية، ونسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين جميعاً في كل مكان، نسأل الله أن يمنحهم الفقه في الدين، وأن يهدينا وإياهم صراطه المستقيم، وأن يمن على جميع المسلمين بالفقه في دين الله، والتمسك بكتاب الله، وسنة رسوله محمد -عليه الصلاة والسلاموالوقوف عند حدودهما إنه -سبحانه وتعالىجواد كريمجزاكم الله خيراً وأحسن إليكم.


الإمام ابن باز رحمه الله