بسم الله الرحمن الرحيم
استحباب تقليل ماء الوضوء مع الإسباغ وعدم جواز الإسراف في الماء في الوضوء أو الاغتسال اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم
أخرج الشيخان في صحيحيهما عن أنس بن مالك رضي الله عنهما قال: "كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يتوضأ بالمدِّ ويغتسل بالصاعِ . إلى خمسةِ أمداد" .
المد: ما يملأ كفَّيْ الرجل المعتدل.
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري(1/305): حمله الجمهور على الاستحباب لأن أكثر من قدر وضوءه وغسله صلى الله عليه وسلم من الصحابة قدرهما بذلك، ففي مسلم عن سفينة مثله، ولأحمد وأبي داود بإسناد صحيح عن جابر مثله، وفي الباب عن عائشة وأم سلمة وابن عباس وابن عمر وغيرهم، وهذا إذا لم تدع الحاجة إلى الزيادة، وهو أيضاً في حق من يكون خلقه معتدلاً، وإلى هذا أشار المصنف في أول كتاب الوضوء بقوله: "وكره أهل العلم الإسراف فيه وأن يجاوزوا فعل النبي صلى الله عليه وسلم".