بسم الله الرحمن الرحيم
عن حذيفة رضي الله عنه "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك" رواه السبعة إلا الترمذي، وفي رواية "إذا قام ليتهجد يشوص فاه بالسواك". وكذلك روت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها "أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ لا يرقدُ من ليلٍ ولا نَهارٍ فيستيقظُ إلَّا تسوَّكَ قبلَ أن يتَوضَّأ"رواه أبو داود وحسنه الألباني دون قوله"ولا نهار". وقولها: "كنا نعُدُّ له سواكَه وطهورَه . فيبعثه اللهُ ما شاء أن يبعثَه من الليلِ . فيتسوَّك ويتوضَّأُ ويصلِّي" رواه مسلم. وقولها: " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوضع له وضوءه وسواكه ، فإذا قام من الليل تخلى ثم استاك" رواه أبو داود. وكذلك ورد عن ابن عباس رضي الله عنه "كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يصلِّي باللَّيلِ رَكعتَينِ رَكعتَينِ ثمَّ ينصرِفُ فيستاكُ" رواه ابن ماجه، وقوله: "بتُّ ليلةً عندَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فلمَّا استيقظَ من منامِه أتى طَهورَه فأخذَ سواكَه فاستاكَ ...الحديث"
قال الحافظ ابن حجر في الفتح: يشوص فَاه بِالسِّوَاكِ أَي يدلكه أَو يحكه وَقيل الشوص الْغسْل وَقيل الشوص الاستياك بِالْعرضِ وَهُوَ قَول الْأَكْثَر وَقَالَ وَكِيع بل بالطول من سفل إِلَى علو.
وقَالَ ابْن دَقِيق الْعِيد: ...فيه اسْتِحْبَاب السِّوَاك عِنْد الْقيام من النّوم، لِأَن النّوم مُقْتَض لتغير الْفَم لما يتصاعد إِلَيْهِ من أبخرة الْمعدة، والسواك آلَة تنظيفه فَيُسْتَحَب عِنْد مُقْتَضَاهُ.
وقال الشيخ العثيمين في شرح رياض الصالحين:
ولا يمنع أن يكون ذلك أيضاً عند الانتباه من نوم النهار؛ لأنّ العِلَّة واحدة، وهي تغيُّر الفَم بالنَّوم. فعلى هذا يتأكَّد عند الانتباه من النَّوم مطلقاً، بالدَّليل في نوم الليل، وبالقياس في نوم النَّهار.