سئل العلامة صالح الفوزان حفظه الله:
جماعات الدعوة كثرت الآن، والدعاة إلى الله كثروا، ولكن الاستجابة قليلة؛ فما السرِّ في ذلك ؟ .
جـ/ نقول :
أولاً : نحن لا نشجّع على كثرة الجماعات في الدعوة وغيرها، نحن نريد جماعة واحدة صادقة، تدعو إلى الله على بصيرة .
أما كثرة الجماعات، وكثرة المناهج؛ فهذا مما يسبب الفشل والنزاع، والله – تعالى – يقول : { وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ } . وقال - عز وجل -: { وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا } .
وقال – جل ذكره - : { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا } .
نريد جماعة واحدة تكون على المنهج الصحيح والدعوة الصحيحة، حتى ولو تفرَّقت في البلدان؛ فإن مرجعها واحد ، ويراجع بعضها بعضًا؛ فيستمد بعضها من بعض، هذا هو المطلوب .
أما كثرة الجماعات التي ليست على منهج واحد فمآلها الاختلاف .
ثانيًا : لا شك أن في إخلاص الداعية تأثيرًا على المدعو؛ فإذا كان الداعية مخلصًا في نيته وكان يدعو على المنهج الصحيح وعلى بصيرة وعلم فيما يدعو إليه، فإن هذا يكون له تأثير على المدعو، أما إذا لم يكن مخلصًا في دعوته وإنما يدعو إلى نفسه، أو يدعو إلى حزبية، أو إلى جماعة منحرفة، أو إلى عصبية – حتى ولو كان يتسمّى بالإسلام-؛ فإن هذا لا ينفع بشيء، وليس من الدعوة للإسلام بشيء .
وكذلك إذا كان يدعو الناس إلى كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولكن لا يعمل بما يدعو إليه؛ فهذا – أيضًا – مما ينفِّر الناس عنه، والله – تعالى – يعلم ما في القلوب، ويعلم ما يفعل الإنسان في أَيِّ مكان؛ فإذا كان يبارز الله بالمخالفة إذا خلى، و إذا ظهر للناس يدعوهم إلى الخير وهو بخلافه؛ فهذا لا يؤثر شيئًا، ولا يقبل منه؛ لأن الله لم يجعل في دعوته بركة، وانظر إلى الدعاة المخلصين؛ ماذا أثمرت دعوتهم، وهم أفراد، ولهم أضداد ، أمثال :
شيخ الإسلام ابن تيميّة، وتلامذته، وشيخ الإسلام : محمد بن عبدالوهاب، وغيرهم، وانظر إلى كثرة الدعاة اليوم، وكثرة الجماعات الدعوية، وقِلّة آثارهم، وقِلة نفعهم؛ لتعلم أن العبرة بالكيفية لا بالكمية .
المصدر
الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة