كل شيء إذا زاد عن حده فإنه سوف يرجع إلى جذره إذا لم يُضبط ويُكبح، فيكون دمارًا في المجتمع وعلى قلب صاحبه .
أرأيتم الخوارج؟!
عندهم من الإيمان بمحبة أن يكون المسلمون على الحق ما لا يوجد في غيرهم، لكن هذا قد زاد حتى كفَّروا المسلمين، وأئمة المسلمين، وخرجوا عليهم، فصاروا كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: "يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرميَّة".
فاضبط قلبك إذا رأيت أنه سوف ينفر بعيدًا، ويسلك مسلكًا صعبًا، فعليكَ أن تردَّه وأن تعرف أن المقصود إقامة دين الله، لا الانتصار للغيرة وثورة النفس، ومعلومٌ أنه إذا كان هذا هو المقصود -أعني الانتصار لدين الله- فإن الإنسان سوف يسلك أقرب الطرق إلى حصول هذا المقصود ولو بالمهادنة إذا دعت الحاجة إلى ذلك.
[(العلامة العثيمين- شرح حلية طالب العلم(ص٩-١٠)]