سئل العلامة صالح الفوزان حفظه الله:
نسمع كثيرا عما يسمى بالجماعات الإسلامية في هذا العصر في مختلف أنحاء العالم، فما أصل هذه التسمية؟ وهل يجوز الذهاب معهم ومشاركتهم إذا لم يكن لديهم بدعة؟
الجواب:
الرسول صلى الله عليه وسلم أخبرنا وبين لنا كيف نعمل، ما ترك شيئا يقرّب أمته إلى الله إلا وبـينه، وما ترك شيئا يـبعدهم من الله إلا وبيّنه- عليه الصلاة والسلام- ومن ذلك هذه المسألة، قال صلى الله عليه وسلم: « فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا » لكن ما هو العلاج عند حدوث ذلك ؟ قال: « فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسّكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور ؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة»؛ فهذه الجماعات من كان منها على هدي الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة، وخصوصا الخلفاء الراشدين والقرون المفضلة، فأي جماعة على هذا المنهج فنحن مع هذه الجماعة، ننتسب إليها، ونعمل معها. وما خالف هدي الرسول صلى الله عليه وسلم فإننا نتجنبه وإن كان يتسمى (جماعة إسلامية)، العبرة ليست بالأسماء، العبرة بالحقائق، أما الأسماء فقد تكون ضخمة، ولكنها جوفاء ليس فيها شيء، أو باطلة أيضا.
وقال صلى الله عليه وسلم: « افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة، قلنا: من هي يا رسول الله ؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي»، الطريق واضح، الجماعة التي فيها هذه العلامة نكون معها، من كان على مثل ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وأصحابه، فهم الجماعة الإسلامية الحقة. أما من خالف هذا المنهج وسار على منهج آخر فإنه ليس منا ولسنا منه، ولا ننتسب إليه ولا ينتسب إلينا، ولا يسمى جماعة، وإنما يسمى فرقة من الفرق الضالة،لأن الجماعة لا تكون إلا على الحق، فهو الذي يجتمع عليه الناس، وأما الباطل فإنه يفرّق ولا يجمع، قال تعالى: ( وإن تولّوا فإنما هم في شقاق ).
(الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة)