كيف ننكر على من صوروا رسول الله بصور مؤذية ونحن أيضا نؤذي الرسول صلى الله عليه وسلم بأفعالنا وتصرفاتنا وكتاباتنا أما نستحي؟
-قيمة جداً نقلتها بتصرف من محاضرة بعنوان إنا كفيناك المستهزئين للعلامة صالح الفوزان-
نحن الآن كما تعلمون حتى من أبناء المسلمين من يؤذي الرسول صلى الله عليه وسلم كيف؟
هذه المقالات السيئة التي تنشر في الصحف تطالب بخلع الحجاب تأمر النساء بخلع الحجاب الذي أمر الله به وأمر به رسوله صلى الله عليه وسلم أليس هذا أذية للرسول صلى الله عليه وسلم؟
الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بإكرام اللحى وإعفاء اللحى وأمر بجز الشوارب فالذي يعاكس ويحلق لحيته ويوفر شاربه ليس عاصيا للرسول صلى الله عليه وسلم؟
ومن عصاه فقد آذاه عليه الصلاة والسلام .
يأمرون النساء بالاختلاط بالرجال يأمرون النساء بنزع الحياء أليس هذا من أذية الرسول صلى الله عليه وسلم ومخالفة الرسول عليه الصلاة والسلام؟
فإذا أردنا أن ننصر الرسول صلى الله عليه وسلم فلننصره في أنفسنا أولا بأن نعظمه ونعظم سنته ونعظم مقامه صلى الله عليه وسلم ونحترمه غاية الاحترام وألا نتطاول على ما جاء به صلى الله عليه وسلم ونأمر بمخالفته ونقول هذا لا يوافق لهذا العصر لا يوافق للحضارة المعاصرة .
أليس هذا من أعظم الأذى لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟
كذلك من حق الرسول صلى الله عليه وسلم علينا وحرمته أن نحترم أصحابه الكرام وألا نتكلم فيهم بشئ أو تنقص قال صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفة" .
كذلك لا نؤذيه صلى الله عليه وسلم في أهله ونسائه (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً) فأزواج النبي صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين نحترمهن بحرمة الرسول صلى الله عليه وسلم .
أما أننا ننكر على النصارى أنهم صوروا الرسول بصور مؤذية هذا حق ولكن كيف ننكر عليهم ونحن أيضا نؤذي الرسول صلى الله عليه وسلم بأفعالنا وتصرفاتنا وكتاباتنا أما نستحي؟
أما نتناقض في هذا الشيء؟
فالواجب أن ننصر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأفعالنا قبل أقوالنا حتى تكون نصرتنا له بالكلام صحيحة موافقة لأعمالنا وإلا كيف ننصره بالقول ونتخاذل عن اتباعه صلى الله عليه وسلم أو نصف سنته بالجمود أو نصفها بالرجعية أو أنها لقوم مضوا ولا تصلح لزمان المستقبل هذا مع الأسف يوجد في صحفنا التي تصدر من بلادنا ويقرأها أعداؤنا ويقرأها اليهود والنصارى فيفرحون بها ويشجعون هؤلاء ولا حول ولا قوة إلا بالله .
فلنعلم كيف تكون نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم نصرته في أنفسنا نصرته في أقوالنا نصرته في أعمالنا من كل وجه حتى تكون النصرة صحيحة لا نصرة مدعاء بالقول فقط فهذه مسألة عظيمة ومهمة جدا ربما بعض الناس يتحمس في الإنكار على النصارى ولا يعلم أن النصارى هذا ديدنهم مع الأنبياء كلهم لا سيما محمد صلى الله عليه وسلم هذا فعلهم وهذه مهنتهم مع الأنبياء من قبله عليه الصلاة والسلام ولكن المشكلة أننا نحن ندعي اتباعه ثم إذا دققنا وجدنا أننا عندنا مخالفات كثيرة في اتباعه صلى الله عليه وسلم فكيف نكون مناصرين له تكون النصرة إما منتفية وإما ناقصة فالواجب علينا ورب ضارة نافعة ربما هذه المناسبة التي استهزأ بها النصارى بنبينا صلى الله عليه وسلم ربما تكون نافعة أننا نلتفت إلى مقامنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنعود على أنفسنا ونصحح ما عندنا من نقص في توقير الرسول صلى الله عليه وسلم نلتفت إلى أنفسنا أعمالنا ونربي أولادنا أيضا على محبته صلى الله عليه وسلم ونصرته ونبين لهم مكانة الرسول صلى الله عليه وسلم فتكون هذه النازلة دافعة للمسلمين أن يتبصروا في موقفهم مع نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم ويعتبروا بها.
كان الصحابة يدافعون عن الرسول صلى الله عليه وسلم بأفعالهم مثل حسان بن ثابت كعب بن مالك عبد الله بن رواحة شعراء الصحابة كانوا يدافعون عن الرسول ويردون على شعراء المشركين والرسول صلى الله عليه وسلم يأمرهم بذلك ويقول لحسان أجبهم ومعك روح القدس وكان حسان يقول فإن عرضي وعرض أبي وأمي لعرض محمد منكم وقاء فكان يفديه رضي الله عنه يفديه بعرضه يفدي عرض الرسول صلى الله عليه وسلم بعرضه هو وعرض أبيه وأمه هذا منتهى النصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
فالحاصل أن نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم واجبة على الجميع ولكن علينا أن نتبصر في أفعالنا في تصرفاتنا مع الرسول صلى الله عليه وسلم وأن نصحح أوضاعنا وتكون هذه النازلة موقظة لنا هذه ناحية .
الناحية الثانية ألا نغتر بدعايات اليهود والنصارى من التقارب بيننا وبينهم تقارب الحضارات وما أشبه ذلك لأجل أن يدمجا الإسلام مع أديانهم مع الأديان الباطلة يدمج الإسلام الصحيح دين الله عز وجل مع الأديان الباطلة ويقال كلها أديان ونتقارب فيما بيننا ونجتمع فيما بيننا هم لا يؤمنون بديننا ولا يؤمنون برسولنا صلى الله عليه وسلم ونحن نؤمن بأنبيائهم ونؤمن بما جاؤوا به من عند الله عز وجل نؤمن بأنبيائهم هم لا يؤمنون بنبينا ولا بديننا ويريدون منا أن نتبعهم (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنْ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) (وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ) (وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً) فكيف نغتر بهم وبدعاياتهم ونقول نتقارب أول شيء أنه لا يمكن التقارب بين الدين الحق والدين الباطل والدين المحكم والدين المنسوخ فما في دين إلا دين الإسلام ما في دين إلا دين محمد صلى الله عليه وسلم ليس هناك أديان بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم إلا دين الرسول صلى الله عليه وسلم فكيف نقول نقارب بين الأديان ونتعاون وما أشبه ذلك من هذه الدعايات الباطلة علينا أن ننتبه لهذا وألا ننخدع بأنهم يجاملوننا وأنهم يتملقون لنا لا ننخدع بهذا (وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمْ الأَنَامِلَ مِنْ الغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) (إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) هذا ديدنهم فنحن لا ننخدع بدعايتهم الباطلة والتقارب بين الأديان حتى نعترف أن ما هم عليه أنه صحيح هم يريدون هذا وهم لا يعترفون أن ما نحن عليه دين صحيح هذا من العجائب فعلينا أن نعرف هذا حتى لا ننخدع بهذه الدعايات المضللة هذا والله سبحانه وتعالى أعلم وأسأل الله سبحانه وتعالى أن ينصر دينه وأن يعلي كلمته وأن يخذل أعداءه وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه اللهم اهد ولاة أمورنا ووفقهم لصالح القول والعمل وفقهم لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين وأعذهم من الأعداء والحاسدين اللهم انصر بهم دينك وأعل بهم كلمتك واخذل بهم أعداءك واحم بهم عبادك وبلادك يارب العالمين وأصلح فساد المسلمين وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين