قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(2/262): التصوير
سببٌ من أسباب الشّرك، ووسيلةٌ إلى الشّرك
الذي هو ضدّ التّوحيد، كما حدث لقوم نوح
لَمّا صوّروا صور الصالحين ونصبوها في
مجالسهم وآل بهم الأمر إلى أنْ عبدوهم من
دون الله، فأوّلُ شركٍ حصل في الأرض كان
بسبب الصور وبسبب التّصوير.
وكذلك
قوم إبراهيم الذين بعث إليهم الخليل-
عليه
الصلاة والسلام-
كانوا
يعبدون التماثيل التي هي صور مجسّمة لذوات
الأرواح، وكذلك بنو إسرائيل عبدوا التمثال
الذي هو على صورة عجل صنعه لهم السامري.
فدلّ
هذا:
على
أنّ التصوير سببٌ لحُدوث الشرك ووسيلةٌ
إلى الشّرك، وذلك أنه إذا صنعت الصورة
وعلِّقت أو نُصبت وهي صور للزُّعماء
والصّالحين والعلماء فإنّها في النهاية
تعظُّم، ثم الشيطان يأتي النّاس ويقول
لهم:
إنّ
هذه الصور فيها نفعٌ لكم، وفيها دفعُ ضرر،
فيعظِّمونها ويتبرّكون بها، ويذبحون لها
وينذرون لها، حتى تُصبح أوثاناً تعبد من
دون الله.