قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(2/305): الاستسقاء
هو:
طلب
السُّقيا.
والاستسقاء:
سنّة
قديمة فقد استسقى موسى-
عليه
الصلاة والسلام-
لقومه،
واستسقى سليمان لقومه، واستسقى نبيُّنا
محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لأمّته، فالاستسقاء مشروع.
وذلك
بأن يأتوا إلى النّبي صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حياتِه ويطلبوا
منه أن يدعو الله لهم بنزول المطر، فالنّبي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يُجيبُهم إلى ذلك، تارةً يدعو وهو جالس
بين أصحابه، وتارة يدعو في خطبة الجمعة
بنزول المطر، وتارة يخرُج إلى المصلَّى
في الصحراء فيصلَّي بالنّاس صلاة الاستسقاء،
ثم يخطُب ويدعو الله سبحانه وتعالى ويسقيهم
الله عزّ وجلّ.
وبعد
وفاة النّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ كانوا يأتون إلى الخلفاء
الراشدين:
يأتون
إلى عمر فيطلُبون منه أن يدعوَ الله لهم،
وعمر يطلب من العبّاس عمّ النّبي صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يدعوَ
الله لقرابَتِه من رسول الله صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
كذلك
المسلمون يطلُبون من علمائهم ووُلاة
أمورهم ومن الصالحين منهم أن يدعو ربّهم
بالسقيا، وهذه سنّة ثابتة. أمّا المِّيت فلا يُطلب منه شيء، لا شفاعة ولا دعاء.والدليل على ذلك: أنّ الصّحابة رضي الله عنهم لَمّا تُوفّي الرّسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يكونوا يذهبون إلى قبره إذا أجدبوا أو احتاجوا إلى شيء، ما كانوا يذهبون إلى قبره مثل ما كانوا يأتونه وهو حيّ ويطلبون منه الدعاء، وإنّما عدلوا إلى العبّاس عمّه لأنّه حيٌّ موجود بينهم وطلبوا منه أن يدعو الله لهم.