الاثنين، 6 يناير 2014

قرن الصّحابة أفضل هذه الأُمة، بل إن قرن الرّسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خير الأمم على الإطلاق

قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(2/276-277): أفضل أمّة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هم القرن الذين عاصروا الرَّسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وهذا بإجماع الأمة أنّ قرن الصّحابة أفضل هذه الأُمة، لِمَا امتازوا به من مزايا لا توجَد في غيرِهم ممّن جاء يعدَهم، بل إنّ قرن الرّسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خير الأمم على الإطلاق، فأمّة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أفضلُ الأمم، وأفضلُ أمّة محمد القرن الأوّل لما امتازوا به من الفضائل، التي منها:
أوّلاً: أنهم شاهدوا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأوه وآمنوا به، فهم أفضل ممّن آمن به ولم يرَه.
ثانياً: أنّهم جاهدوا مع الرّسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وناصروه، ودافعوا عنه بأنفسهم وأموالهم وهاجروا معه.
ثالثاً: أنّهم هم الذين تلقّوا هذا الدين عن الرّسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تلقّوا القرآن وتلقّوا السنّة، وتلقّوا هذا الدين عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم بلّغوه لمن بعدَهم بأمانة وإخلاص.
رابعاً: أنّهم هم الذين نشروا هذا الإسلام في المشارق والمغارب، في وقت الرّسول وبعد وفاة الرّسول، فهم الذين جاهدوا وفتحوا الفتُوح، ونشروا هذا الدين في مشارق الأرض ومغاربها رضي الله عنهم فلا يحبهم إلاَّ مؤمن ولا يبغضهم إلاّ كافر أو منافق.
قال الله سبحانه وتعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (29) } ، قال سبحانه وتعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100) } ، قال سبحانه وتعالى في سورة الحشر: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) } هذا في المهاجرين، ثم قال في الأنصار: {وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9) } .
وقال النّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تسبّوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدُكم مثل أحدٍ ذهباً ما بلغ مُدّ أحدهم ولا نصيفَه".
إلى غير ذلك من الأدلّة الدالّة على فضل صحابة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقد أثنى الله عليهم في محكم كتابه، وأثنى عليهم رسولُه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأجمعت الأمة على فضلهم وسبْقِهم، وأنّهم خيرُ القرون، بل خيرُ الأمم، فمن سبّهم أو سبّ أحداً منهم فإنّه يكونُ مكذِّباً لله ولرسوله ولإجماع المسلمين.