قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(2/296) وعند شرحه على حديث بريدة
قال:
كان
رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إذا أَمَّر أميراً على جيش أو
سريّة؛ أوصاه بتقوى الله، وبمن معه من
المسلمين خيراً، فقال:
"اغزوا
باسم الله في سبيل الله، قاتلوا من كفر
بالله....الحديث" وفيه: "فإن
هم أبوا فاستعِن بالله وقاتلهم":
قوله:
"استعن
بالله"
هذا
دليلٌ على وجوب الاستعانة بالله وعدم
الاغترار بالقوّة، وأن المسلمين إنّما
يقاتِلون بإعانة الله جل وعلا ويعتمدون
على الله، ويطلُبون منه النصر والقوّة،
ولا يعتمدون على قوّتهم وعلى كثرتهم،
فإنهم إن اعتمدوا على ذلك هُزِموا، كما
قال سبحانه وتعالى:
{وَيَوْمَ
حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ
فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ
عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ
ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ*
ثُمَّ
أَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَى
رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ
وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا
وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ
جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (26)
} .
فالمسلمون
يعتمدون على الله، ويتّخذون القوّة
والسلاح:
{وَأَعِدُّوا
لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ
وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ
بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ}
،
ولكن هذه القوّة وهذا السلاح إنما هو سبب
من الأسباب، وأمّا الاعتماد فهو على الله
جل وعلا، فلا يُعتمد على القوّة ولا على
الكثرة، فإنّ ذلك لا ينفع إذا لم يساعد
الله جل وعلا بنصره وتأييده.