قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(2/300) وعند شرحه على قول النبي صلى الله عليه وسلم:"وإذا
حاصرت أهل حصن، فأرادوك أن تنزلهم على
حكم الله؛ فلا تنزلهم على حكم الله، ولكن
أنزلهم على حكمك، فإنك لا تدري أتصيب فيهم
حكم الله أم لا؟ ": في
الحديث دليلٌ على أنّ الصواب يكون مع واحد
من المجتهدين ولا يكون مع جميعهم، بدليل
قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"فإنّك
لا تدري"،
وإذا كان هذا خطاباً للصحابة، وهم أقرب
النّاس إلى العلم والإصابة، لأنّهم
يتلّقون عن الرّسول صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فغيرهم من باب أولى
من المجتهدين، فلا يغترّ الإنسان برأيه
وباجتهاده، لأنّه يحتمل أنّه مخطئ وأنّ
الصواب مع مخالفه، فلا يغتر الإنسان
باجتهاده أو يتعصّب لرأيه أو يشتدّ عندما
يناقَش، هذا لا يجوز، لأنك مجتهد وهذا
مجتهد، والصواب محتمل أن يكون معك وأن
يكون معه، فلا يجزع الإنسان من المناقشة
ومن المساءلة في المسائل الخلافية، ويقول:
هذا
اجتهادي وهذا الذي أرى، والإنسان عُرْضة
للخطأ، ولا يقول هذا حكم الله في المسألة.