قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(2/301): الإقسام
على الله هو:
الحلف
على الله، فإن كان هذا الحلف على الله بأنّه
لا يرحم عباده ولا يغفرُ لهم ولا يُدخل
أحداً منهم الجنّة فهذا محرَّم، وهو سوء
أدبٍ مع الله تعالى، لأنّ معناه:
الحجر
على الله تعالى، ولا أحدٌ يمنع الله من
أن يتصرّف في خلقه، وأن يرحم من شاء ويعذِّب
من شاء، وأن يغفر لمن شاء.
فالذي
يفعل هذا قد أساء الأدب مع الله، وتنقّص
الله سبحانه وتعالى، فهذا النوع يُعتبر
مُخلاً بالتّوحيد.
والإقسام على الله له احتمالان أو وجهان:
الاحتمال
الأوّل:
هو
ما ذكرنا، وهذا ممنوع وحرام، ومخلٌّ
بالعقيدة.
النوع
الثاني من الإقسام على الله:
أن
يكون على وجه حسن الظنّ بالله أن يفعل
الخير، وأن يغفر لعباده وأن يسقيهم المطر،
وأن ينصرهم على الأعداء، فهذا لا بأس به،
لأنّه حسن ظنٍّ بالله، وقد جاء في الحديث:
"إنَّ
مِن عباد الله مَن لو أقسم على الله
لأَبَرَّه"،
وقال النّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ:
"رُبَّ
أشعث أغبر ذي طِمْرين، مدفوع بالأبواب؛
لو أقسم على الله لأبرَّه".