قال الإمام الألباني رحمه الله في شريط "سنن العادة و العبادة" رقم 367 من سلسلة الهدى والنور:
.... يقابل هذا سنة{ أي سنة عادة} ثابتة عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان له شعر طويل تارة يبلغ شحمتي الأذنين، فإن طال بلغ رؤوس المنكبين، بل ثبت أنه صلى الله عليه وسلم لما دخل مكة دخلها و له أربع غدائر- ظفائر- هل هذه الإطالة للشَّعر أولا ثمَّ تظفيرها وجعلها غدائر ثانيا هو سنَّة عبادة أم سنَّة عادة؟
الجواب بالنسبة لي لا داعي هنا و لا مبرر أو مسوّغ للتردد هذه سنَّة عادة، لماذا ؟
أولاً: لأنّ النبي صلى الله عليه و على آله و سلم ليس هو الذي سنّ هذه السنّة وإنّما هي كانت موجودة قبل ولادة الرسول عليه السلام فضلا عن قبل بعثة الرسول عليه السلام، كانت من عادة العرب ،كانوا يربّون شعورهم ،و الّشباب منهم حتّى اليوم في بعض البوادي السورية شاهدناهم الشّباب منهم يظفٌّرون شعرهم يجعلونه غدائر ،فهذه العادة لم يسنّها الرسول عليه السلام إنما جرى على عادة العرب فأطال شعره و اتخذ منه يوم دخل مكة دخلها وله أربع غدائر ليس هناك ما يضطرنا إلى أن لا نعتبر هذه السنة سنة عادة.
...على نحو هذا يجب ننظر إلى أ فعال الرسول صلى الله عليه وسلم وغفلة الناس وطلاّب العلم خاصة في هذا الزمان عن هذا التفصيل وقعوا في شيء من الغلو فتجد بعض الشباب يتقصدون إطالة الشعر بزعم أنّ هذه سنّة الرسول عليه السلام، نعم أقول إنّ هذا من فعله عليه السلام و لكن ليس هناك ما يدل على أنّ هذا هو الأفضل بل قد صرح رسول الله كما في صحيح مسلم قال:
<< احلقوه كلّه أو اتركوه كلّه >> فإذن: إطالة الشعر ليس سنّة تعبدية و إنما هي سنة عادية
... فإذا ربّى الإنسان شعره كعادة أو كمزاج يناسب طبيعته لا مانع من ذلك أمّا أن يتقصد التقرّب إلى الله بإطالة شعره فنقول إنّ في هذه مخالفة لسنّة النبي صلى الله عليه وسلم ...
<< احلقوه كلّه أو اتركوه كلّه >> فإذن: إطالة الشعر ليس سنّة تعبدية و إنما هي سنة عادية
... فإذا ربّى الإنسان شعره كعادة أو كمزاج يناسب طبيعته لا مانع من ذلك أمّا أن يتقصد التقرّب إلى الله بإطالة شعره فنقول إنّ في هذه مخالفة لسنّة النبي صلى الله عليه وسلم ...