من
يقول:
إن
الأولياء لهم قدرة غير البشر وإنهم يتصرفون
في الكون، وإنهم ينفعون ويضرون من دون
الله، فذلك من قول الكفرة والمشركين،
فليس للأولياء والرسل والملائكة غنى عن
الله ولا تصرف من دونه.
وهذا
مما يبطل عبادة غير الله من الأصنام
ونحوها، كيف تعبد أشياء فقيرة وتنسى الذي
بيده ملكوت كل شيء؟ ولهذا لما قال بعض
علماء القبورية لعامي من أهل التوحيد:
أنتم
تقولون:
إن
الأولياء لا ينفعون ولا يضرون، قال:
نقول:
إنهم
لا ينفعون ولا يضرون، قال:
أليس
الله تعالى يقول:
(ولا
تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً
بل أحياء عند ربهم يرزقون)
[آل
عمران:
169] . قال:
وهل
الله قال:
يُرزقون،
أو يَرزقون؟ قال:
بل
قال:
(يُرزقون)
بضم
الياء، قال:
إذن
أنا أسأل الذي يرزقهم ولا أسألهم.
فانخصم
ذلك العالم بحجة العامي الذي هو على
الفطرة.
شرح الطحاوية للفوزان (ص45-46)