قال العلامة الفوزان في تعليقاته على الطحاوية(ص68): المؤمنون
بالله ورسوله يصدقون بأن القرآن كلام
الله عز وجل، وأن محمداً صلى الله عليه
وسلم إنما هو مبلغ عن الله.
وأما
قول الله عز وجل:
(إنه
لقول رسول كريم*ذي
قوةٍ عند ذي العرش مكين)
[التكوير:
19،
20]
فالمراد
بإسناده إلى جبريل هو من باب التبليغ؛
لأنه لا يمكن أن يكون القرآن من كلام الله
ومن كلام جبريل، الكلام لا يكون إلا من
واحد، فلا يمكن وصفه بأنه كلام أكثر من
واحد، ونسبته إلى الله حقيقية، وأما نسبته
لجبريل فمن باب التبليغ.
وفي
الآية الأخرى:
(إنه
لقول رسول كريم*وما
هو بقول شاعر قليلاً ما تؤمنون)
[الحاقة:
40،
41]
يعني:
محمداً
صلى الله عليه وسلم، فالإضافة إليه إضافة
تبليغ.
وقد
أضافة سبحانه تارة إلى نفسه وتارة إلى
جبريل وتارة إلى محمداً، والكلام الواحد
لا يمكن أن يتكلم به أكثر من واحد.
فتكون
إضافة إلى الله إضافة ابتداء وهو كلامه
وإضافته إلى جبريل ومحمد إضافة تبليغ.