حرم
الله علينا الربا، حرَّمه تحريمًا صريحًا
في القرآن كما قال الله تعالى:
{وَأَحَلَّ
اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا}
[البقرة:
275] .
وقال
فيه:
{فَمَنْ
جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ
فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ
إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ
أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}
[البقرة:
275] . فتوعد
من عاد إلى الربا بعد أن جاءته الموعظة
وعلم الحكم توعده بالخلود في النار(1) والعياذ
بالله.
المؤمن
يقبل هذا الحكم بانشراح ورضا وتسليم.
وأما
غير المؤمن؛ فإنه لا يقبله ويضيق صدره
به، يتحيل عليه بأنواع الحيل لأننا نعلم
أن في الربا كسبًا متيقنًا وليس فيه
مخاطرة، لكنه في الحقيقة كسب لشخص وظلم
لآخر.
ولهذا
قال الله تعالى:
{وَإِنْ
تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ
لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ}
[البقرة:
279] .
العلم للعلامة العثيمين(ص179)
___________________
(1): قال العلامة ابن باز رحمه الله: قال العلماء: إن الخلود خلودان: خلود مؤبد، وهذا خلود الكفرة، هذا خلود مؤبد لا يخرجون من النار أبداً، كما قال الله تعالى في حقهم: كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ[البقرة: 167]، وقال في حق الكفرة أيضاً: يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ[المائدة: 37]، هذه حال الكفرة. أما الخلود الثاني: فهو خلود بعض أهل المعاصي كما جاء في القاتل، وفي الزاني، في قوله -جل وعلا-: وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً[الفرقان: 69]، فجمع الشرك والقتل والزنى. فالخلود للمشرك خلود دائم، والخلود للقاتل والزاني والمرابي ونحوهم خلود مؤقت، والعرب تطلق على الإقامة الطويلة خلود، من قولهم: "أقاموا فأخلدوا"، يعني طولوا الإقامة ومدوها.(فتاوى نور على الدرب)