سئل العلامة العثيمين رحمه الله: ما
حكم الاجتهاد في الإسلام؟
فأجاب
قائلا:
الاجتهاد
في الإسلام هو:
بذل
الجهد لإدراك حكم شرعي من أدلته الشرعية.
وهو
واجب على من كان قادرًا عليه؛ لأن الله
-عز
وجل-
يقول:
{فَاسْأَلُوا
أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا
تَعْلَمُونَ}
[النحل:
43] . والقادر
على الاجتهاد يمكنه معرفة الحق بنفسه
ولكن لا بد أن يكون ذا سعة في العلم واطلاع
على النصوص الشرعية وعلى الأصول المرعية،
وعلى أقوال أهل العلم؛ لئلا يقع فيما
يخالف ذلك، فإن من طلبة العلم من لم يدركوا
من العلوم إلا الشيء اليسير، ثم ينصب نفسه
مجتهدًا فتجده يعمل بأحاديث عامة، لها
ما يخصها أو يعمل بأحاديث منسوخة لا يعلم
ناسخها أو يعمل بأحاديث أجمع العلماء على
أنها على خلاف ظاهرها ولا يدري عن إجماع
العلماء ومثل هذا على خطر عظيم.
فالمجتهد
لا بد أن يكون عنده علم بالأدلة الشرعية
وعنده علم بالأصول التي إذا عرفها استطاع
أن يستنبط الأحكام من أدلتها وعلم بما
عليه العلماء؛ لئلا يخالف الإجماع وهو
لا يدري، فإذا كانت هذه الشروط في حقه
موجودة متوافرة فإنه يجتهد ويمكن أن يتجزأ
الاجتهاد بأن يجتهد الإنسان في مسألة من
مسائل العلم فيبحثها
ويحققها ويكون مجتهدًا فيها أو في باب من
أبواب العلم كأبواب الطهارة مثلا يبحثه
ويحققه ويكون مجتهدًا فيه.
العلم للعثيمين(ص132-133)