لما
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أن
ما منهم من أحد إلا مكتوب مقعده من الجنة
أو مقعده من النار، قالوا:
يا
رسول الله، ألا نتكل على كتابنا ونترك
العمل؟ قال:
"لا،
اعملوا فكل ميسر لما خُلق له"
،
قال تعالى:
(إن
سعيكم لشتى *فأما
من أعطى واتقى *
وصدق
بالحسنى *
فسنيسره
لليسرى) السبب
من العبد نفسه، إما أن يسعد وإما أن يشقى
(وأما
من بخل واستغنى* وكذب
بالحسنى *
فسنيسره
للعسرى)
[الليل:
8،
10]
فالمطلوب
منا العمل الصالح وترك العمل السيء، أما
الاحتجاج بالقضاء والقدر فليس بعذر، فإن
الله عز وجل قد بين لنا الخير والشر فليس
هناك عذر، فالناس يقعون في مشاكل بسبب
دخولهم في أشياء ليست من اختصاصهم، فيقول:
إن
كان الله قد كتب لي أن أدخل الجنة دخلتها،
وإن كان قد كتب لي أن أدخل النار دخلتها،
ولا يعمل شيئاً.
فيقال
له:
أنت
لا تقول بهذا في نفسك، هل تقعد في البيت
وتترك طلب الرزق وتقول:
إن
كان الله قد كتب لي رزقاً فسييسره لي؟ أو
تخرج وتسعى وتطلب الرزق؟ البهائم والطيور
لا تقعد في أوكارها، بل تخرج وتطلب الرزق،
وجاء في الحديث:
"لو
أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم
كما يرزق الطير، تغدو خماصاً وتروح بطاناً
"
فالله
فطرها على طلب الرزق، وعلى فعل الأسباب،
وهي بهائم، وأنت رجل عاقل!
.
وأيضاً:
لو
أن أحداً سرق منك شيئاً، هل تقول:
هذا
قضاء وقدر، أم تشتكيه؟ بل تشتكيه وتطلب
وتخاصم، ولا تحتج بالقضاء والقدر!
العلامة صالح الفوزان - التعليقات على الطحاوية(108-110)