الخميس، 5 فبراير 2015

من أهم أخلاق طلبة العلم: التحلي بالرفق

(من أهم أخلاق طلبة العلم: التحلي بالرفق)
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

قال العلامة العثيمين رحمه الله رحمة الأبرار في شرح حلية طالب العلم وعند شرحه على قول المؤلف:

(التزم الرفق في القول، مجتنباً الكلمة الجافية، فإن الخطاب اللين يتألف النفوس الناشزة. وأدلة الكتاب والسنة في هذا متكاثرة.)ا.ه:

هذا من أهم أخلاق طلبة العلم , سواء طالباً أو معلماً , كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله".
وقوله: "ما كان الرفق في شيء إلا زانه , وما نزع من شيء إلا شانه"،
لكن لا بد أن يكون الإنسان رفيقاً من غير ضعف , أما أن يكون رفيقاً ممتهن ولا يؤخذ بقوله ولا يهتم به , فهذا خلاف الحزم , فكن رفيقاً في مواطن الرفق وعنيفاً في مواطن الحزم . ولا أحد أرحم بالخلق من الله عز وجل , ومع هذا يقول :
"" الزاني و الزانية فاجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله .""
لكل مقام مقال.
لو أن الإنسان عامل ابنه بالرفق في كل شي حتى في مواضع الحزم , ما استطاع أن يربيه , مثلا الابن لو كسر الزجاج وشق الثياب وفتح الأبواب، ثم جاء الأب ووجده على هذه الحال ثم حاول أن يؤدبه بكلام لين غير مناسب لحالته وهو يتصف بعبث ظاهر، فلا يكفي هذا الكلام من والده. بل لكل مقام مقال، كما قال عليه الصلاة والسلام: "مروا أبناءكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر ".
لكن إذا دار الأمر بين الرفق والعنف , فما الأفضل ؟ طبعاً الرفق , فإن تعين العنف صار هو الحكمة .

قوله : فإن الخطاب اللين يتألف النفوس الناشزة.
أقول : الكلام اللين يغلب الحق البين , يعني تليين الكلام للخصم ولو كان الحق معه ,فإنه يتنازل عن حقه . وليس معناه أن الكلام اللين يبطل الحق , يغلب الحق البين يعني فيما جاء به الخصم , لأنك إذا ألنت له الكلام لانَ لك , وهذا مُشاهد , إذا نازعت أحداً فإنه سيشتد عليك ويزيد وإذا ألنت له الكلام فإنه يقرب منك , ولهذا :
قال الله تعالى لموسى وهارون :
فقولا له قولاً لينا لعله يتذكر أو يخشى.