الثلاثاء، 17 فبراير 2015

المُدِلّ في عمله

ذكر الإمام أحمد عن بعض أهل العلم بالله أنه قال له رجل: "إني لأقوم في صلاتي؛ فأبكي حتى يكاد ينبت البقل من دموعي؛ 
فقال له: إنك إن تضحك وأنت معترف لله بخطيئتك خير من أن تبكي وأنت مُدِلٌ(1) بعملك.
فإن صلاة المُدلِّ لا تصعد فوقه. 
فقال له: أوصني، 
قال: عليك بالزهد في الدنيا، 
وأن لا تنازعها أهلها،
وأن تكون كالنحلة إن أكلت أكلت طيبا،
وإن وضعت وضعت طيبا،
وإن وقعت على عود لم تضره ولم تكسره،
وأوصيك بالنصح لله عز وجل نصح الكلب لأهله،
فإنهم يجيعونه ويطردونه ويأبى إلا أن يحوطهم، وينصحهم".
ومن هاهنا أخذ الشاطبي قوله:
وَقَدْ قِيلَ: كُنْ كالْكَلْبِ يُقْصِيهِ أَهْلُهُ ... وَلا يَأْتلي(2) فى نُصْحِهِمْ مُتَبَذِّلا
[(إغاثة اللهفان لابن القيم)]
_________________________
(1): المدل: المعجب به والمفتخر.
(2): ولا يأتلي: ولا يقصِّر. (منقول من حاشية الكتاب)