قول الجزري :
والأخذ بالتجويد حتم لازم ***** من لم يجود القرآن آثم
لأنه به الإله أنزلا ***** وهكذا منه إلينا وصلَ
هذا ليس بصحيح أنه يأثم لأن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة ، والذي يقرأه ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران ".
وقد ذكر ابن الجوزي في < تلبيس أبليس > ، وابن القيم الجوزية في < إغاثة اللهفان > ذكرا أن الاشتغال بمخارج الحروف يلهي عن التدبر ، ونحن مأمورون بالتدبر " أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا " [ محمد : 24 ] .
وذكر ابن القيم أنه ربما اختلف الشخص إلى آخر قدر أربعين يوماً في فاتحة القرآن ، وذكر التكلف ، وانتفاح الأوداج إلى غير ذلكم من ذلكم التكلف الذي ما أنزل الله به من سلطان .
وقد كره الإمام أحمد وغير واحد كرهوا قراءة حمزة وكانوا ينهون المصلين عن أن يقرؤوا بقراءة حمزة لما فيها من المد والإدغام المتجاوز للحد .
فالحق أن التجويد وتحسين الصوت مطلوبان في حدود ، أما التجاوز للحد فهو مكروه عند أهل العلم كقراءة عبدالباسط في بعض أشرطته ، وهكذا أيضاً التلهي بمخارج الخروف يشغل عن تدبر القرآن.
الإمام الوادعي(من شريط فتاوى٢)