حسبنا الله ونعم الوكيل
عمان– أصيب محققون بذهول لدى اكتشافهم احتواء لعبة الاساور المطاطية على كمية كبيرة من مادة “فاثلات” القاتلة، حيث وصلت نسبة هذه المادة الى أكثر من 400 ضعف الكميات المسموح بها بحسب ما ذكرت صحيفة ميرور اللندنية.
وقامت متاجر الالعاب في بريطانيا بإزالة تلك اللعبة من ارففها بسبب احتوائها على تلك المادة الكيميائية المسرطنة.
وكان المحققون قد اشتروا كمية من تلك الاساور من المحلات وأجروا الفحوصات عليها ليكتشفوا أن المطاط مطلي بمادة الفاثلات السامة القاتلة بمعدلات كبيرة.
مدير عام مؤسسة المواصفات والمقاييس حيدر الزبن يؤكد في تصريحه لـ “الغد” أن ألعاب الأطفال ومنها القطع المطاطية التي تأتي ببيان جمركي تخضع للمراقبة عن طريق المواصفات والمقاييس.
ويضيف أن المؤسسة كانت تقوم باعادة القطع التي تحتوي على نسبة عالية من الاصباغ والتي تزيد عن النسب المسموح بها عالميا، لافتا إلى أن الألعاب والقطع المطاطية التي مرت عن طريق المؤسسة كانت خاضعة للرقابة ولا تحتوي عن المواد التي تسبب الامراض المسرطنة.
غير أن الزبن يحذر من الالعاب والقطع المطاطية التي تدخل الأردن بطرق غير رسمية، ولا تأتي ببيان جمركي، حيث يتم تهريبها مع الناس القادمين من الخارج، والمنقولة مع المسافرين، وهذه لا تخضع للتفتيش المباشر.
ويلفت إلى أن هذه الالعاب لا تخضع للرقابة المباشرة، لانها لا تأتي بشكل علني، ويمكن أن تحتوي على نسبة أصباغ عالية بأضعاف الكميات المسموح بها عالميا، وبالتالي احتواؤها على مواد كيميائية مسرطنة.
وهذه اللعبة تتكون من مطاطات صغيرة ملونة يقوم الطفل بتجميعها معا لتكوين اسوارة بتصميمه من الالوان التي تحتويها العلبة. ويمكن للطفل اضافة بعض الاشكال الاخرى الى الاساور كالازهار أو القلوب أو الاشكال الهندسية وهي لكلا الجنسين.
ويشير خبراء السلامة البريطانية أنهم تسلموا سابقا شحنات من هذه اللعبة من شرق آسيا تحتوي على مثل هذه المواد السامة ولكن هذه المرة الأولى التي يتم فيها وصول تلك المنتجات الى أهم محلات بيع الالعاب في بريطانيا.
والمشكلة بحسب هؤلاء الخبراء ان العلبة تأتي بتصنيف “CE” التي تؤكد سلامة المنتج من الكيماويات وأنها مصنعة وفقا للمواصفات الأوروبية، على عكس الحقيقة تماما والمواد السامة التي تحتويها.
وهذه اللعبة مصنعة في RMS الدولية ومصانعها منتشرة في مانشستر وهولندا وميامي وهونغ كونغ وشانغهاي.
وبعد هذا الاكتشاف تم اتلاف عشرات الآلاف من هذه اللعبة في 91 محلا في بريطانيا. وتشير نتائج التحقيقات التي اجريت في معمل مستقل متخصص في الكشف عن سلامة العاب الاطفال أن جميع العينات التي احضرت للفحص لم تطابق مكوناتها شروط السلامة، واحتوت على نسب عالية من الفاثلات.
فالنسبة المسموحة لتركيز هذه المادة هو 0.1 % غير أن مطاطة بيضاء وأخرى صفراء تبين أنها تحتوي ما نسبته 40.2 % من الفاثلات الخطيرة. وبعض من تلك المطاطات احتوت على 1.0 % وإحدى الازهار البلاستيكية احتوت على 2.3 % بينما احتوى بعضها الاخر على ما نسبته 9.3 % من الفاثلات.
ويخشى المسؤولون أن تكون هنالك شحنة مكونة من ملايين العلب من تلك اللعبة قد وصلت من شرق آسيا الى بريطانيا ولا تتطابق مع شروط السلامة المتفق عليها.
يذكر أن مادة الفاثلات هي مادة كيميائية تضاف الى البلاستيك لجعلها أكثر أمنا وأكثر مرونة بشرط استخدام كمية قليلة جدا منها ويجب أن تستخدم بحذر ومراقبة لأنها تتسلل بعد مسكها الى جسم الانسان وتسبب له السرطانات القاتلة.
وصرح قائمون على محلات بيع الالعاب “ان نتائج الدراسات أكدت وجود تلك المادة القاتلة في تلك اللعب ولأن سلامة الطفل هي من اولوياتنا قمنا بإزالة تلك اللعبة على الفور وبمكن لأي شخص ابتاع تلك اللعبة أن يبدلها او يسترجع قيمتها”.
وتم اختراع هذه اللعبة في الولايات المتحدة وهي لعبة لقت رواجا كبيرا بين صفوف الاطفال والمراهقين على حد سواء وتم بيع نحو 4 ملايين علبة منها حول العالم، وخصوصا أن التربويين شجعوا على استخدامها لما لها من منافع على عقل الطفل لأنها تزيد من التركيز وتبعدهم عن ادمان اجهزة الكمبيوتر.
ويؤكد المختصون بحسب صحيفة الانديبندنت، سلامة العينات الاصلية من هذه اللعبة واحتوائها على النسب المسموح بها لكن تلك النسخ المقلدة هي التي تشكل خطرا على صحة الانسان.
وتقول ماريون ويلسون من مكتب فحص الالعاب في بيرمينغهام لصحيفة التلغراف اللندنية، “يجب الاهتمام أكثر في مراقبة مادة البلاستيك في العاب الاطفال فهنالك الكثير من المنتجات التي تباع في الاسواق قد تشكل خطرا على صحة اطفالنا”.
وتقول “ما يقلقني أكثر شيء حول هذه اللعبة تحديدا أن الاطفال قد يضعونها في افواههم، ونحن نحذر الاباء من هذه اللعبة”.
روبرت برايس مسؤول في مكتب سلامة المنتجات في معهد المقاييس التجارية يقول “المشكلة في هذه اللعبة أن الطفل لا يلعب بها 10 دقائق ويذهب بل يشتغل بها ثم يرتديها فتبقى متصلة بجلدة ربما على مدار 24 ساعة لعدة أيام في الاسبوع وهذا يعني أنه يتعرض لهذه المادة القاتلة لمدة تكفي لايذائه صحيا، وخصوصا أن جلد الطفل يمتص السموم أكثر من جلد البالغين، والحذر واجب ويجب العمل مع كل المؤسسات لضمان سلامة الاطفال أكثر”.