لماذا خلقنا الله عز وجل؟
إن
الله سبحانه وتعالى خلق الجن والإنس لحكمة
عظيمة وغاية حميدة، وهي عبادته تبارك
وتعالى،كما
قال سبحانه وتعالى:
{وما
خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}،وقال
تعالى: {أفحسبتم
أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا
ترجعون}،
وقال تعالى:
{أيحسب
الإنسان أن يترك سدى}
إلى
غير ذلك من الآيات الدالة على أن لله تعالى
حكمة بالغة من خلق الجن والإنس وهي عبادته،
هذه هي الحكمة التي من أجلها
خلق الجن والإنس، وهذه هي الغاية التي من
أجلها خلق الثقلان؛ ليعبدوا الله،
وليعظموه، وينقادوا إلى شرعه، ويتبعوا
رسله، لم يخلقهم سدى ولا عبثاً، وليس في
حاجة إليهم سبحانه هو الغني بذاته عن كل
ما سواه، قال عز وجل:
{يَا
أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء
إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ
الْحَمِيدُ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ
وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ}، وقال
الله جل وعلا:
{وَمَا
خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا
بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ
الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ
كَفَرُوا مِنَ النَّارِ}.
فهذه
الحكمة من خلق الجن والإنس، وعلى هذا فمن
تمرَّد على ربه واستكبر عن عبادته فإنه
يكون نابذاً لهذه الحكمة التي خلق الله
العباد من أجلها، وفعله يشهد أن الله خلق
الخلق عبثاً وسدى، وهو وإن لم يصرِّح بذلك
لكن هذا هو مقتضى تمرُّده واستكباره عن
طاعة ربه.
الإمامان العثيمين
وابن باز رحمهما الله