سئل العلامة مقبل الوادعي رحمه الله:
من هم أهل السنة ؟
الجواب:
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد :
فأهل السنة هم الذين يقتدون برسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، الذين يصدق عليهم قول الله عز وجل : " وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا" [ الأحزاب : 36 ] .
ويمتثلون قوله عز وجل : " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ ۚ " [ الممتحنة : 6 ] .
وقوله : " فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا " [ النساء : 65 ] .
أما أئمة أهل السنة فهم صحابة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، والتابعون كسعيد بن المسيب ، ومحمد بن سيرين ، ومحمد بن مسلم الزهري ، وتابعي التابعين كسفيان الثوري ، وسفيان بن عيينة ، ومالك ابن أنس ، وأتباع التابعين كالإمام الشافعي ، والإمام أحمد ، وهكذا الإمام البخاري رحمه الله تعالى ، فهؤلاء يعتبرون أئمتنا وقدوتنا رحمهم الله تعالى .
والسني هو الذي يتمسك بكتاب الله ، وبسنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، وليست السنة بالإدعاء ، نعم قد يكون الشخص سنياً وإن كان جاهلاً ببعض سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - إذا كان محباً للسنة ، ومحباً لأهل السنة لأن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول كما في الصحيحين من حديث أنس : " المرء مع من أحب " ، ويقول : " أنت مع من أحببت " .
فمن كان محباً لرسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، ومحباً لأهل السنة فإنه يكون من أهل السنة ، وإن كان يجهل شيئاً من سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .
ثم هناك كتبٌ قد ألفت في السنة ننصح بقراءتها ككتاب < السنة > لابن أبي عاصم ، وكتاب < السنة > لعبدالله بن أحمد ، وكتاب < الشريعة > لمحمد بن الحسين الآجري ، و < شرح السنة > للالكائي ، وكتاب < الأسماء والصفات > للبيهقي ، < التوحيد > في الأسماء والصفات لابن خزيمة ، كتاب < الإعتقاد > للبيهقي ، كتاب < السنة > لمحمد بن نصر المروزي ، فنحن ننصح إخواننا بقراءة هذه الكتب حتى يعرفوا طريقة أهل سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .
وأهل السنة بأجمعهم كلهم يؤمنون بأن الله مستوٍ على عرشه إستواءً يليق بجلاله ، ويؤمنون بأن الله يُرى في الآخرة ، أما كونه مستوٌ على عرشه فلقوله تعالى : " الرَّحْمَٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ " [ طه : 5 ] ، وقوله : " إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ " [ فاطر : 10 ] .
وأما كونه يُرى فإن الله سبحانه وتعالى يقول : " وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ " [ القيامة : 22 - 23 ] ، والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول كما في الصحيحين من حديث جرير بن عبدالله وأبي سعيد الخدري وأبي هريرة والمعنى متقارب : " إنكم سترون ربكم كما ترون القمر لا تضامون في رؤيته " أو بهذا المعنى .
ثم بعد ذلك أيضاً : الشخص لا يكون سنياً حتى يكون ماسكاً نفسه من الانجرافات بعد ذوي الأهواء ، فالصوفي الغالي في التصوف لا يعتبر سنياً ، وهكذا أيضاً من يقوم بالاحتفال بالموالد ، أو يقصر في العمل في سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - كأن يحلق لحيته ويتشبه بأعداء الإسلام هذا ليس سنياً وإن كان لديه من السنية شيئ فسنيته مزعزعة .
--------------------
من شريط : ( صفة الأذان وبدعه