قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(2/243-247): حسن الظنّ بالله عزّ وجلّ واجبٌ من واجبات
التّوحيد، وسوء الظنّ بالله سبحانه وتعالى ينافي
التّوحيد أو ينافي كمالَه. ينافي أصلَه
إذا زاد وكثُر واستمرّ، أو ينافي كمالَه
إذا كان شيئاً عارضاً أو شيئاً خفيفاً أو
خاطراً في النّفس فقط ولا يتكلّم به
بلسانِه، أمّا إنْ تكلّم به بلسانِه فإنّه
يكونُ منافياً للتّوحيد.
فالذي يعرف الله ويعرف أسماءه وصفاته ومقتضى حمدِه؛ فإنّه لا يسيء الظن بالله أبداً، حتّى ولو بلغ به الأمر والشدّة ما بلغت، لأنّه يعلم أنّ الله لا يفعل إلاّ ما فيه خير له، فيصبر ويرضى بقضاء الله وقدره وينتظر الفرج، ولا ييأس من رحمة الله، بل ينتظر رحمة الله، كلّما اشتدّ الكرب انتظر رحمة الله، بل يزيد الرجاء عند شدّة الكرب، كما قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "واعلم أنّ النصر مع الصبر، وأنّ الفرج مع الكرب، وأنّ مع العُسر يُسراً"، والله جل وعلا يقول: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (6) } ، {سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً} ، فكلّما اشتدّ الأمر انفرج.
فالذي يعرف الله ويعرف أسماءه وصفاته ومقتضى حمدِه؛ فإنّه لا يسيء الظن بالله أبداً، حتّى ولو بلغ به الأمر والشدّة ما بلغت، لأنّه يعلم أنّ الله لا يفعل إلاّ ما فيه خير له، فيصبر ويرضى بقضاء الله وقدره وينتظر الفرج، ولا ييأس من رحمة الله، بل ينتظر رحمة الله، كلّما اشتدّ الكرب انتظر رحمة الله، بل يزيد الرجاء عند شدّة الكرب، كما قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "واعلم أنّ النصر مع الصبر، وأنّ الفرج مع الكرب، وأنّ مع العُسر يُسراً"، والله جل وعلا يقول: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (6) } ، {سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً} ، فكلّما اشتدّ الأمر انفرج.