قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
أَحَدُهُمَا
إخْلَاصُ الدِّينِ لِلَّه وَالثَّانِي
مُوَافَقَةُ أَمْرِهِ الَّذِي بَعَثَ
بِهِ رُسُلَهُ؛ وَلِهَذَا كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
يَقُولُ فِي دُعَائِهِ:
اللَّهُمَّ
اجْعَلْ عَمَلِي كُلَّهُ صَالِحًا
وَاجْعَلْهُ لِوَجْهِك خَالِصًا وَلَا
تَجْعَلْ لِأَحَدِ فِيهِ شَيْئًا؛ وَقَالَ
الْفُضَيْل بْنُ عِيَاضٍ فِي قَوْله
تَعَالَى {لِيَبْلُوَكُمْ
أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}
قَالَ:
أَخْلَصُهُ
وَأَصْوَبُهُ قَالُوا يَا أَبَا عَلِيٍّ:
مَا
أَخْلَصُهُ وَأَصْوَبُهُ؟ قَالَ:
إذَا
كَانَ الْعَمَلُ خَالِصًا وَلَمْ يَكُنْ
صَوَابًا لَمْ يُقْبَلْ وَإِذَا كَانَ
صَوَابًا وَلَمْ يَكُنْ خَالِصًا لَمْ
يُقْبَلْ حَتَّى يَكُونَ خَالِصًا
صَوَابًا؛ وَالْخَالِصُ أَنْ يَكُونَ
لِلَّهِ وَالصَّوَابُ أَنْ يَكُونَ عَلَى
السُّنَّةِ وَلِهَذَا ذَمَّ اللَّهُ
الْمُشْرِكِينَ فِي الْقُرْآنِ عَلَى
اتِّبَاعِ مَا شَرَعَ لَهُمْ شُرَكَاؤُهُمْ
مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ
اللَّهُ مِنْ عِبَادَةِ غَيْرِهِ وَفِعْلِ
مَا لَمْ يَشْرَعْهُ مِنْ الدِّينِ كَمَا
قَالَ تَعَالَى:
{أَمْ
لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ
الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ}
كَمَا
ذَمَّهُمْ عَلَى أَنَّهُمْ حَرَّمُوا
مَا لَمْ يُحَرِّمْهُ اللَّهُ.
وَالدِّينُ
الْحَقُّ أَنَّهُ لَا حَرَامَ إلَّا مَا
حَرَّمَهُ اللَّهُ وَلَا دِينَ إلَّا
مَا شَرَعَهُ. مجموع الفتاوى(3/124)