قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(2/248): الإيمان
بالقدَر من الإيمان بربوية الله، ومَن
أنكر القدر فقد أشرك في توحيد الربوبيّة،
فالإيمان بالقدر من الإيمان بالربوبيّة،
فالذي لا يؤمن به فإنه لا يؤمن بربوبيّة
الله سبحانه وتعالى، لأنّه جَحد قدره
وعلمَه وأنكر أن يكون ما يجري في هذا الكون
بتقدير الله ومشيئَتِه، ووصف الله تعالى
بالجهل وبالعجز، إلى غير ذلك.
والقدَر:
مصدرُ
(قدَرْتُ
الشيء أقدره)
: إذا
أحطت بمقداره.
فالقدَر
هو:
إحاطة
الله سبحانه وتعالى بالأشياء وعلمُه بها
قبل كونِها، ثم كتابتهُ لها في اللّوح
المحفوظ، فكلّ ما يقع في هذا الكون فهو
داخلٌ في علم الله سبحانه وتعالى الأزلي
وفيما كتبه في اللّوح المحفوظ:
{مَا
أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ
وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ
مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا}
،
{مَا
أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ
اللهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ
قَلْبَهُ}
،
فكلُّ شيءٍ بقضاء الله وقدره ومشيئته
وإرادته، لا يخرُج عن ذلك شيءٍ من الأشياء،
وهو-
أيضاً-
مكتوبٌ
في اللّوح المحفوظ.
وفي
السنّة النبويّة أحاديث في الصّحاح
وغيرها.
وأجمع
على ذلك المسلمون، إلاّ من ضلّ وانحرف عن
منهج السّلف مع الفرق الضالّة، وهؤلاء
محجوجون بالكتاب والسنّة وإجماع الأُمّة.