قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(2/265-266): عن ابن عبّاس قال:
سمعت
رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يقول:
"كلُّ
مصوِّرٍ في النّار، يُجعل له بكلّ صورة
صوّرها نفسٌ يعذّب بها في جهنّم" أخرجاه.
هذا
الحديث فيه
وعيدٌ شديد؛ فقوله:
"كلّ
مصوّر"
هذا
يشمل جميع أنواع التصوير، سواءً كان نحتاً
وتمثالاً، وهو ما يسمّونه:
مجسّماً،
أو كان رسماً على ورق، أو على لوحات، أو
على جُدران، أو كان التقاطاً بالآلة
الفوتوغرافية التي حدَثت أخيراً، لأنّ
من فعل ذلك يسمّى مصوِّراً، وفعله يسمّى
تصويراً، فما الذي يخرج التصوير الفوتوغرافي
كما يزعم بعضهم.
فما
دام أنّ عمله يسمّى تصويراً فما الذي
يُخرِجُه من هذا الوعيد؟.
وكذلك
قوله:
"بكل
صورة صوّرها"
عامٌّ
أيضاً لكل صورة أيًّا كانت، رسماً أو
نحتاً، أو التقاطاً بالآلة، غاية ما يكون
أنّ صاحب الآلة أسرع عملاً من الذي يرسُم،
وإلا فالنتيجة واحدة، كلٌّ من هؤلاء قصده
إيجاد صورة، فالذي ينحت أو يبني التمثال
قصده إيجاد صورة، والذي يرسم قصده إيجاد
صورة، والذي يلتقط بالكاميرا قصده إيجاد
الصّورة، لماذا نفرّق بينهم والرّسول
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:
"كلُّ
مصوِّرٍ في النّار؟ "،
ما هو الدليل المخصص إلاّ فلسفة يأتون
بها، وأقوالاً يخترعونها يريدون أن
يخصّصوا كلام الرّسول صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برأيهم، والمحذور
الذي في الصور الفوتوغرافية والتمثاليّة
أو المرسومة هو محذور واحد، وهو أنّها
وسيلةٌ إلى الشرك، وأنّها مضاهاةٌ لخلق
الله تعالى، كلٌّ منهم مصوِّر، والنتيجة
واحدة، والمقصود واحد، فما الذي يخصّص
صاحب الآلة عن غيره؟، إن لم يكن صاحب الآلة
أشد، لأنّ صاحب الآلة يأتي بالصورة أحسن
من الذي يرسم، فهو يحمّضُها ويلوّنُها،
ويتعب في إخراجها حتى تظهر أحسن من التي
تُرسم، فالمعنى واحد، ولا داعي لهذا
التكلُّفَ أو هذا التمحُّل في التفريق
بين الصور.
ومعلومٌ
أنّ كلام الله وكلام رسوله صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يجوز أن يخصّص
إلاّ بدليل من كلام الله أو كلام رسوله،
لا باجتهادات البشر وتخرُّصات البشر
وفلسفات البشر، هذا مردود على صاحبه،
وهذا معروف من أُصول الحديث وأُصول التفسير
أنّ العامّ لا يخَصَّص إلاّ بدليل، ولا
يخصّص العامّ باجتهادات من النّاس
يقولونها، هذه قاعدة مسلّمةٌ مجمَعٌ
عليها، فما بالُهم تغيب عنهم هذه القاعدة
ويقولون:
"إن
التصوير بالآلة الفوتوغرافية لا يدخل في
الممنوع"
إلى
آخره؟، كلّ هذا كلام فارغ لا قيمة له عند
أهل العلم وعند الأُصوليّين.
القواعد
الأُصولية تأبى هذا كلّه، وهم يعرفون
هذا، ولكن-
سبحان
الله-
الهوى
والمغالَطة أحياناً يذهبان بصاحبهما
مذهباً بعيداً.
يقول
الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"كل
مصوِّرٍ في النّار"
ويأتي
فلان ويقول:
"لا،
المصوِّر بالفوتوغرافي ليس في النّار".
وقال في ص268-269: تحريم التّصوير بجميع أنواعه، لا يُستثنى شيءٌ من التصوير، لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كلُّ مصوّرٍ في النار"، "من صوّر صورة"، "لا تدع صورة"، "أشدّ النّاس عذاباً يوم القيامة المصورون" وهذا عام في كل مصور، وكل صورة بأي وسيلة كان إيجادها، لكن ما دعت الضّرورة إليه من التصوير؛ فإنه يرخص فيه، مثل: الصورة التي توضع في الجواز، أو إثبات الشخصية، لأنّ النّاس يُمنعون من حوائجهم ومن أسفارهم ومن وظائفهم، بل حتّى من دخولهم في المدارس والمعاهد إلاّ بهذا، فكان هذا من باب الضّرورة، فيجوز بقدر الضّرورة فقط، وما عداه من التصوير فهو حرام، سواء كان للذكريات- كما يقولون-، أو لأجل الفنّ أو لغير ذلك من الأغراض أو لتجميل الجدران أو ما أشبه ذلك، فكلّه حرام.
وقال في ص268-269: تحريم التّصوير بجميع أنواعه، لا يُستثنى شيءٌ من التصوير، لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كلُّ مصوّرٍ في النار"، "من صوّر صورة"، "لا تدع صورة"، "أشدّ النّاس عذاباً يوم القيامة المصورون" وهذا عام في كل مصور، وكل صورة بأي وسيلة كان إيجادها، لكن ما دعت الضّرورة إليه من التصوير؛ فإنه يرخص فيه، مثل: الصورة التي توضع في الجواز، أو إثبات الشخصية، لأنّ النّاس يُمنعون من حوائجهم ومن أسفارهم ومن وظائفهم، بل حتّى من دخولهم في المدارس والمعاهد إلاّ بهذا، فكان هذا من باب الضّرورة، فيجوز بقدر الضّرورة فقط، وما عداه من التصوير فهو حرام، سواء كان للذكريات- كما يقولون-، أو لأجل الفنّ أو لغير ذلك من الأغراض أو لتجميل الجدران أو ما أشبه ذلك، فكلّه حرام.