الأربعاء، 1 يناير 2014

الإلحاد في أسماء الله له عدّة معانٍ

قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(2/212-213): قال تعالى: {وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ}.
 {وَذَرُوايعنياترُكوا.
والإلحاد في اللغةالمَيْل عن الشيء، ومنه سُمي اللحد في القبر لحداً لأنّه مائل عن سَمْت القبر.
أما الإلحاد في أسماء اللهفذكروا له عدّة معانٍ:
النوع الأول: جُحودها ونفيُها كما نفتْها الجهميّة.
وهذا أعظم الإلحاد فيها، فالذي يقول: "إن الله ليس له أسماء، لأنّ الأسماء موجودة في المخلوقين، فإذا أثبتناها صار تشبيهاً"، فهذا جاحدٌ لأسماء الله، ملحِدٌ فيهاوالعياذُ باللهأعظم الإلحاد، وهذا كُفرٌ بالله عزّ وجلّ.
النوع الثاني: تأويلُها عما دلّت عليه، كما فعلت المعتزلة فإنهم يُثبتون الأسماء ولكنّهم ينفون معانيها وما تدل عليه من الصّفات، لأنّ هذه الأسماء كلُّ اسم منها يدلّ على صفة؛ {الرحمنيدلّ على الرحمة، {الغفوريدلّ على المغفرة، {العزيزيدلّ على العزّة والقوة والمَنَعة والغَلَبة، وهكذا، كلُّ اسم يُشتَقُّ منه صفة من صفات الله تعالى: {السميعيدلّ على السمع، {البصيريدلّ على البصر، {العليميدلّ على العلم، {القديريدلّ على القدرة، وهكذا، كلُّ اسم منها يدلُّ على صفةفالذي لا يُثْبِتُ الصّفات مُلحدٌ في أسماء الله، لأنّه جحد معانيها، وجعلها ألفاظاً مجرَّدة لا تدلّ على شيء.
النوع الثالث: تسمية المخلوقين بأسماء الله، مثل ما فعل المشركون من تسمية اللات من اسم الإله، والعُزّى من اسم العزيز، فجعلوا أسماء الله أسماءً لمعبودات المشركين، وهذا من الإلحاد في أسماء الله سبحانه وتعالى.
النوع الرابع: أن يدخل فيها ما ليس منها.
فدلّ على أنّ الذي يُنكر أسماء الله، أو يؤوِّلها بغير معانيها الصحيحة، أو يدخل فيها ما ليس منها أو يحرِّفها إلى مسمّيات الأصنام؛ أنّه ملحدٌ متوعَّدٌ بأشدّ الوعيد.