ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ختام رسالته(فضل أبي بكر الصديق رضي الله عنه) هذا الأثر الذي ختم به الرسالة، فقال: عن سويد بن غَفلة قال: مررت بنفر من الشيعة وهم يتناولون أبا بكر وعمر - رضي الله عنهما - وينتقصونهما، قال: فدخلت على علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - فقلت له: يا أمير المؤمنين إني مررت آنفا بنفر من أصحابك وهم يذكرون أبا بكر وعمر بغير الذي هما له من الأمر أهل، ولولا أنهم يرون أنك تضمر لهما بمثل ما أعلنوا ما اجتروا على ذلك، فقال علي: أعوذ بالله أن أُضمِر لهما إلا الحسن الجميل، لعن الله من أضمر لهما إلا الحسن الجميل، أخوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصاحباه ووزيراه - رحمة الله عليهما - ثم نهض دامعا عيناه يبكي قابضا على يديّ حتى دخل المسجد، وصعد المنبر فجلس عليه متمكنا قابضا على لحيته ينظر فيها - وهي بيضاء - حتى اجتمع له الناس، ثم قام فتشهد بخطبة بليغة موجزة، ثم قال: ما بال أقوام يذكرون سيدي قريش، وأبوي المسلمين بما أنا عنه متنزه وعما يقولون بريء وعلى ما يقولون معاقب، أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، إنه لا يحبهما إلا مؤمن تقي، ولا يبغضهما إلا فاجر رديء؛ صحبا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الوفاء والصدق، يأمران وينهيان ويقضيان ويعاقبان، ولا يجاوزان رأي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرى مثل رأيهما رأيا، ولا يحب كحبهما أحدا، مضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو عنهما راض، ومضيا والمؤمنون عنهما راضون، أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر على صلاة المؤمنين فصلى بهم تسعة أيام في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما قبض الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - واختار له ما عنده، ولاّه المؤمنون ذلك، ثم أعطوه البيعة طائعين غير كارهين، أنا أول من سن ذلك من بني عبد المطلب، وهو لذلك كاره، يود لو أن أحدنا كفاه ذلك، كان والله خير من بقي وأرحمه رحمة وأرأفه رأفة وأبينه ورعا وأقدمه سنا وإسلاما، شبهه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بميكائل رحمة، وبإبراهيم عفوا ووقار، فسار بنا سيرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى مضى على ذلك - رحمة الله عليه -، ثم ولي الأمر بعده عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - واستأمر المسلمين في ذلك، فمنهم من رضي ومنهم من كره فكنت فيمن رضي، فلم يفارق الدنيا حتى رضي من كان كرهه وأقام الأمر على منهاج النبي - صلى الله عليه وسلم - وصاحبه، يتبع آثارهما كاتباع الفصيل أثر أمه، كان والله رفيقا رحيما بالضعفاء والمؤمنين، عونا وناصرا للمظلومين على الظالمين، لا تأخذه في الله لومة لائم، ثم ضرب الله بالحق على لسانه، وجعل الصدق من شأنه حتى إن كنا لنظن أن ملكا ينطق على لسانه، أعز الله بإسلامه الإسلام، وجعل هجرته للدين قواما، ألقى الله له في قلوب المنافقين الرهبة، وفي قلوب المؤمنين المحبة، شبهه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بجبريل: فظا غليظا على الأعداء، وبنوح حنقا مغتاظا على الكفار، الضراء في طاعة الله آثر عنده من السراء في معصية الله. من لكم بمثلهما - رحمة الله عليهما - ورزقنا المضي على سبيلهما، فإنه لا يبلغ مبلغهما إلا باتباع آثارهما، والحب لهما، فمن أحبني فليحبهما ومن لم يحبهما فقد أبغضني وأنا منه بريء، ولو كنت تقدمت إليكم في أمرهما لعاقبت على هذا أشد العقوبة، إنه لا ينبغي أن أعاقب قبل التقدم، ألا فمن أُتيت به يقول هذا بعد اليوم فإن عليه ما على المفتري، ألا وخير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر الصديق وعمر الفاروق، ثم الله أعلم بالخير أين هو، أقول قولي هذا ويغفر الله لي ولكم .
الاثنين، 29 سبتمبر 2014
الأحد، 28 سبتمبر 2014
نصيحة من الشيخ الألباني عبر الهاتف لفتاة من جماعة الحبشي التي تفاجأت وأظهرت النكير عند رؤيتها لكتاب من كتب الشيخ ناصر
الشيخ : ... يجب أن تعلمي أننا في الزمان الأخير وآخر الزمان ويجب أن تعلمي مع هذه الحقيقة الواقعية التي لا شك فيها إنسان يجب أن تعلمي معها حقيقة أخرى وهي أننا في زمان تفرق المسلمون فيه، تفرقا شيء منه ورثوه ، عن التفرق السابق، وشيء منه تفرقوا فيه في هذا الزمن اللاحق ، مصداقا لقوله عليه الصلاة والسلام في حديث صحيح معروف، أوله ( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة والنصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق امتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة، قالوا من هي يا رسول الله ، قال هي ما أنا عليه وأصحابي ) فأرجوا أن تقفي معي عند هذه الكلمة ، وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم وصف الفرقة الناجية التي هي فرقة واحدة ، من ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا هذه الفرقة الناجية ، وقطع النبي صلى الله عليه وسلم بأنها التي تكون على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم ليس هذا فقط بل أضاف إلى ذلك قوله وأصحابي ، ولاشك أن التمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وحدها هو الكافي وهو الهدي والنور ولكن ما دام أن بيننا وبين النبي صلى الله عليه وسلم اربع عشر قرنا ، وهناك الفرق الكثيرة التي أشار إليها الرسول عليه السلام في الحديث السابق فيجب على المسلم فوق اعترافه أو تعرفه على السنة أن يتعرف على ما كان عليه الصحابة ولذلك قال عليه السلام ( هي التي ما أنا عليه واصحابي ) ذلك لأن أصحاب الرسول عليه السلام تلقوا البيان منه للشريعة من فمه غضا طريا ، أما نحن فبيننا وبينه عليه السلام وسائط كثيرة، وهذه الوسائط من أجل تمييز ما يجوز التمسك بها مما لا يجوز ، أو ما يجوز الاحتجاج بها مما لا يجوز وجد علم اسمه علم الحديث ، واسم علم التجريح والتعديل ، ولذلك فإذا ما أردنا أن نعرف ما كان عليه الرسول عليه السلام فنحن نعرفه من طريق علماء الحديث، الذين يسندوننا بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وما كان عليه أصحابه الكرام ، بعد هذه المقدمة الوجيزة ، نأتي إلى ذلك المثال الذي حدثنا به أخونا أبو أحمد جزاه الله خيرا، وهي حديث الجارية الثابتفي كتب السنة الصحيحة أن النبي صلى الله عليه و سلم سأل الجارية ( أين الله ، فقالت : في السماء ) فأنت تبعا للشيخ عبد الله الهرري ، تنكرون هذا الذي أقره الرسول عليه السلام من القول من الجارية أنّ الله عز وجل في السماء علما أن ما قالته الجارية هو ما نص عليه ربنا عز وجل في القرآن الكريم في قوله في سورة تبارك (( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير ))، وأنا اعلم أن هناك تأويلات لمثل هذه الآية تصدر من مثل الحبشي وغيره، وهنا أقول عليك أن تعودي في فهم الكتاب والسنة إلى الصحابة الذي جعلهم الرسول عليه السلام دليلا على أنّ من تمسك بما كانوا عليه تبعا ، للرسول عليه السلام فهو من الفرقةالناجية، فهل علمت بواسطة كتب الحبشي أو غيره أن أحدا من السلف أنكر هذا الذي أنكره الحبشي من القول بمثل ما قالت الجارية أن الله عز وجل في السماء ثم من أنكر أن الله في السماء فهو سيكون أحد شيئين لا ثالث لهما الشيء الأول : أنه تحت السماء وهذا كفر صريح بواح وإما أن يقول إن الله في الوجود كله كما يقول به المعتزلة به قديما صراحة ومن تشبه بهم حديثا ضمنا وليس صراحة حيث يقولون بمناسبة وبغير مناسبة الله موجود في كل مكان " الله موجود في كل الوجود " وهذا هو الكفر لأنه يعني القول بوحدة الوجود التي يقول بها غلاة الصوفية، وهم الذي يقولون لا خالق ولا مخلوق إنما هو شيء واحد ، كما يقول بعض غلاتهم كل ما تراه في عينك فهو الله ، ويقول آخر لما عبد المجوس النار ؟ ما عبدوا إلا الواحد القهار ، ذلك لأنهم يعتقدون قول الطبائعيين والدهريين أنه ليس هناك خالق متميز بصفاته عن المخلوقات ما هو إلا هذا الدهر، وهذا ما صرح به القرآن الكريم (( إن يهلكنا إلا الدهر ))، عن الكافرين الأولين ، فلذلك فنفي القول بأن الله في السماء المصرح به في القرآن وحديث الجارية وغيره يلزم هؤلاء النفاة أن يقولوا إن الله تحت السماء أو أن يقولوا إن الله في كل مكان ،وسواء قالوا هذا أو هذا فهو الكفر ، أما حينما يقول المسلم ، إن الله على العرش استوى ، استواء يليق بجلاله وكماله ، هذا الاستواء والعلو الذي يسبح الله به حينما يسجد متواضعا لربه فيقول سبحان ربي الأعلى سبحان ربي الأعلى ، ما الذي ينبغي على المسلم أن يفكر وأن يفسر قوله سبحان ربي الأعلى إذا لم يؤمن بانه حقيقة أن الله على العرش استوى ؟ وإنما آمن بأنه معه في الأرض أو تحت السماء بينما الله كما هو عقيدة السلف (( الرحمن على العرش استوى ))، استوى ، استوى استواء يليق بجلاله ويفسر عبد الله بن المبارك هذا الاستواء بقوله : " الله تبارك وتعالى فوق العرش بذاته وهو بائن من خلقه ، وهو معهم بعلمه " فالله لا تغيب عليه غائبة في الأرض ولا في السماء ، ولكنه على العرش استوى ، هذه الكلمة خلاصتها أنه يجب على كل مسلم ، أن يتفهم الإسلام على ما كان عليه الرسول عليه السلام وأصحابه الكرام وليس على ما يقوله الحبشي من عنده، وها أنت الآن أمام تجربة ، فإذا الحبشي أو غيره قال كلمة عن أحد من الصحابة فضلا عن حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله ليس فوق العرش لا يجدون شيئا إلا ما يسمى بعلم الكلام وعلم الكلام هو مزلة الأقدام هذه نصيحة وذكرى والذكرى تنفع المؤمنين والسلام عليكم .
سلسلة الهدى والنور
السبت، 27 سبتمبر 2014
العمل الصالح في أيام عشر ذي الحجة أحب إلى الله من العمل في العشر الأواخر من رمضان
العمل الصالح في أيام عشر ذي الحجة ومن ذلك الصوم أحب إلى الله من العمل الصالح في العشر الأواخر من رمضان، ومع ذلك فالأيام العشر من ذي الحجة، الناس في غفلة عنها، تَمُرُّ والناس على عاداتهم لا تجد زيادة في قراءة القرآن، ولا العبادات الأخرى بل حتى التكبير بعضهم يشح به.
العلامة العثيمين رحمه الله_ الشرح الممتع
صيغ التكبير في العشر من ذي الحجة
للتَّكبير في العيد عِدَّة صِيغ جاءت عن الصَّحابة:
١- "الله أكبر كبيرًا، الله أكبر كبيرًا، الله أكبر وأجلُّ، الله أكبر ولله الحمد".
٢- عن أبي عثمان النَّهدي قال:
"كان سلمان يعلِّمنا التَّكبير يقول: كبِّروا: الله أكبر، الله أكبر كبيرًا - أو قال تكبيرًا - اللهم أنت أعلىٰ وأجلُّ من أن تكون لك صاحبة, أو يكون لك ولد, أو يكون لك شريك في الملك, أو يكون لك وليٌّ من الذُّلِّ، وكبِّره تكبيرًا، الَّلهم اغفر لنا، الَّلهم ارحمنا. ثمَّ قال: والله لتكتبنَّ هٰذه، لا تترك هاتان، ولتكوننَّ شفعاً لهاتين )).
وقال ابن حجر عن هٰذه الصِّيغة:
أصحُّ ما ورد.
ووافقته اللَّجنة الدَّائمة للبحوث العلميَّة والإفتاء بالمملكة برئاسة العلَّامة ابن باز رحمه الله.
٣- ' الله أكبر, الله أكبر، لا إله إلَّا الله، والله أكبر, الله أكبر، ولله الحمد ' (شفعا)
وجاءت عن ابن مسعود عند ابن أبي شيبة وصحَّحها الألباني .
-"وكان بعض الصحابة يأتي بها وتراً : الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
كله طيب، سواءٌ أتى بها شفعاً أو وتراً"
(ابن باز)
٤- "الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً"
كل هذا وارد في الآثار عن الصحابة، وفي الآثار المروية عن النبي -عليه الصلاة والسلام-.
(ابن باز)
٥- "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر وأجل، الله أكبر على ما هدانا" . رواه البيهقي عن ابن عباس، وصححه الألباني في "إرواء الغليل".
- حكم التكبير في المسجد بالمايكرفون:
"نرى أن هذا لا ينبغي؛ لأن الصحابة -رضي الله عنهم- ما كانوا يكبرون كما يكبرون في الأذان، أي: يتقصّدون الأماكن المرتفعة ليكبروا منها، بل كانوا يكبرون في أسواقهم، مساجدهم...فأخشى أن يكون ذلك من باب التنطع."
(ابن عثيمين)
- "الأصل أن كل واحد يكبر لنفسه ، والتكبير بمكبر يشوش على الناس".
(عبدالمحسن العباد)
- سمع مجاهد رجلا يكبر في العشر فقال: "أفلا رفع صوته؟
فلقد أدركتهم وإن الرجل ليكبر في المسجد؛فيرتج المسجد، ثم يخرج الصوت إلى أهل الوادي.."
(ابن أبي شيبة)
- قال ميمون بن مهران: أدركت الناس وإنهم ليكبرون في العشر حتى كنت أشبهه بالأمواج من كثرتها، ويقول: إن الناس قد نقصوا في تركهم التكبير.
(ابن رجب)
- النساء يكبرن سراً لا جهراً، لكن يجهرن بها إذا لم يكن حولهن رجال .
(ابن عثيمين)
- التكبير الجماعي صوت واحد بدعة، قال صلى الله عليه وسلم : "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" ولم يفعله السلف الصالح ، وهم القدوة.
(اللجنة الدائمة - ابن باز - ابن عثيمين)
منقول
الخميس، 25 سبتمبر 2014
سُنة مهجورة في العشر من ذي الحجة(التكبير)
قال الشيخ العثيمين رحمه الله:
قال الإمام البخاري - رحمه الله -: "كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيّام العشر يكبران ويكبر النّاس بتكبيرهما"، وقال أيضا : "وكان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً".
وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيّام، وخلف الصلوات وعلى فراشه، وفي فسطاطه، ومجلسه، وممشاه تلك الأيّام جميعا، والمستحب الجهر بالتكبير لفعل عمر وابنه وأبي هريرة رضي الله عنهم أجمعين ..
وحري بنا نحن المسلمين أن نحيي هذه السنة التي قد أضيعت في هذه الأزمان، وتكاد تنسى حتى من أهل الصلاح والخير - وللأسف - بخلاف ما كان عليه السلف الصالح ..
المصدر(فضل أيام العشر من ذي الحجة)َ
الاثنين، 22 سبتمبر 2014
كلام الله عز وجل بحرف وصوت
أما الأول : وهو أن كلامه بحرف ، فهو أشهر من أن يذكر ، فكل الكلام الذي ذكره الله عن نفسه نجده بحروف ، فمثلا القرآن الكريم سماه الله تعالى كلاما له ، فقال : (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ )(التوبة: الآية 6) ومعلوم أن القرآن حروف ، ثم إن الله يقول : (وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ )(المائدة: الآية 116) ، (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ) (صّ:71)) ،(وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ)(البقرة: الآية 35)، كل هذه المقولات حروف متتابعة وليست متقارنة ، فقوله :( يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ )(آل عمران: الآية 55) ، فعيسى بعد (( يا ) ، وقوله : (( إني متوفيك ) بعد عيسى فهي متتابعة بعضها بعد بعض ، وليست متقارنة ولا يمكن أن تكون متقارنة .
وكذلك فكلام الله بصوت ، لقوله تعالى : (وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً) (مريم:52) فالمناداة بصوت مرتفع ، والمناجاة بصوت منخفض ، وكل ذلك وصف الله به نفسه قال : (وَنَادَيْنَاهُ) وقال : (وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً) فهذه كلها صفة للصوت .
وفي السنة (( يقول الله تعالى : يا آدم ! فيقول : لبيك وسعديك . فينادى بصوت إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثاً إلى النار ))
ثم إن المحاورة التي تقع بين الله وبين رسله تكون بشيء مسموع بلا شك ، فإن موسى عليه الصلاة والسلام لما كان الله يحاوره قال : (وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى) (طـه:17)(قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى) (طـه:18) (قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى) (طـه:19) (فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى) (طـه:20) (قَالَ خُذْهَا وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى) (طـه:21) وموسى صلى الله عليه وسلم كان يسمع هذا ولا يمكن أن يسمع شيئا بلا صوت ، فلابد من صوت . فكلام الله إذا بحرف وصوت .
المصدر
شرح السفارينية(١/١٧٢_١٧٣)
الأحد، 21 سبتمبر 2014
كتب تعلم عقيدة التوحيد والنهي عن البدع
الكتب التي تعلم عقيدة التوحيد فهي بحمد الله كثيرة وميسورة، ومن ذلك:كتاب " فتح المجيد " شرح كتاب التوحيد، للشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله.
ومن ذلك: " الثلاثة الأصول " و " كشف الشبهات "، كلاهما رسالتان للشيخ محمد بن عبد الوهاب.
وأنصحك أن تقتني مجموعة: " التوحيد النجدية " لأن فيها رسائل مختصرة في التوحيد والعقيدة مفيدة، فعليك أن تقتني هذه المجموعة المباركة.
كذلك " شرح الطحاوية "، للعز بن أبي العز الحنفي، وهو شرح مفيد ومبسط، وشامل لأبواب العقيدة.
وكذلك كتاب: " إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان "، للإمام ابن القيم، فإنه كتابه مفيد في أمور العقيدة والتحذير من البدع والمخالفات، وهو كتاب نفيس، لا ينبغي لطالب العلم أن يجهله، هذا ما يختص بالعقيدة.
أما ما يختص بالنهي عن البدع والتحذير منها، فهناك كتب مفيدة وميسورة، ولله الحمد، وهي:
أولاًَ: اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم، لشيخ الإسلام ابن تيمية.
ثانيًا: الاعتصام، للإمام الشاطبي - رحمه الله -.
ثالثًا: كتاب: " الحوادث والبدع "، للإمام الطرطوشي.
رابعًا: البدع والنهي عنها، لابن وضاح.
خامسًا: الباعث على إنكار البدع والحوادث، للإمام أبي شامة.
سادسًا: الإبداع في مضار الابتداع، للشيخ علي محفوظ.
سابعًا: السنن والمبتدعات، للشيخ محمد عبد السلام خضر.
ثامنًا: التحذير من البدع، للشيخ عبد العزيز بن باز.
المصدر
مجموع فتاوى العلامة صالح الفوزان(1/64-66)
حكم التسمي بأسماء الله سبحانه وتعالى
قال الشيخ العثيمين رحمه الله في شرح السفارينية(١/١٦٦_١٦٧): إن من أسماء الله ما لا يسمى به غيره ، مثل الله ، فلا يمكن أن نسمي أحداً بهذا الاسم لا على سبيل إرادة المعنى ، ولا على غيره ، كذلك اسم الرحمن أيضاً ، قال العلماء رحمهم الله : لا يجوز أن يسمى به غيره ولا يوصف به غيره ؛ لأن الألوهية والرحمة الواسعة الشاملة التي هي وصف لازم للراحم ؛ هذه لا تكون إلا لله .
أما بقية الأسماء فهي إن قصد بها ما يقصد بأسماء الله من الدلالة على العلمية والوصفية فإنها ممنوعة ، وإن قصد بها مجرد العلمية فليست ممنوعة ، فالحكم والحكيم من أسماء الله ، فإذا سمينا شخصا بالحكم أو بحكيم ولم نقصد معنى الحكمة فيه ولا معنى الحكم فهنا لا بأس به ، وفي الصحابة رضي الله عنهم من اسمه حكيم ، وفيهم من اسمه الحكم .
وإن قصدنا بذلك المعنى الذي اشتققنا منه هذا الاسم فهذا لا يجوز ، لأن هذا من خصائص أسماء الله ، فهي التي يراد بها الاسم والوصف ، ولهذا إذا سمينا رجلا بصالح فإنه جائز ولا يغير الاسم ، لأننا ما قصدنا بذلك التزكية ، أي وصفه بالصلاح وأننا ما سميناه صالحا إلا لأنه صالح ؛ سمينا صالحا مجرد علم .
كذلك إذا سمينا شخصا بسلمان فليس لأنه سالم ، بل قد يكون من أتعس الناس ، يوما تكسر رجله ، ويوما تكسر يده ؛ ويوما يفلق رأسه ، ويوما يخدش ظهره ، وليس فيه السلامة ، ومع ذلك نسميه سلمان ، وكذلك سليمان . فالمهم انه إذا لم يقصد المعنى في الاسم فإنه جائز لمجرد العلم فقط .
أسماء الله عز وجل ليست محصورة بعدد معين
قال العلامة العثيمين في شرح السفارينية(١/١٦٥): أسماء الله عز وجل غير محصورة بعدد معين ، ولا يمكن حصرها لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور - حديث ابن مسعود رضي الله عنه - في دعاء الغم والهم قال : (( أسالك بكل اسم هو لك ، سميت به نفسك ،أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ... ) إلى آخره ، الشاهد قوله : (( أو استأثرت به في علم الغيب عندك ) وهذا يدل على أن من أسماء الله ما استأثر الله به ، وما استأثر الله به فلا يمكن الوصول إليه ؛ لأنه لو أمكن الوصول إليه لم يكن مستأثرا به ، ولهذا قال : (( استأثرت به في علم الغيب عندك ) ، فإذا ليست أسماء الله محصورة ، ولا يمكن حصرها .
فإذا قال قائل : كيف نجمع بين هذا وبين قوله صلى الله عليه وسلم : (( إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة )؟
فالجواب : أن هذا الحديث الثاني لا يدل على الحصر ، وإنما يدل على حصر معين ، وهو أن من أسماء الله تسعة وتسعين اسما إذا أحصيتها دخلت الجنة ، يعني إذا أحصيت تسعة وتسعين اسما من أسماء الله فانك تدخل الجنة .
السبت، 20 سبتمبر 2014
وضع المصحف في السيارة خشية العين
قال الإمام ابن باز رحمه الله: وضع المصحف في السيارة خشية العين لا أصل له، بل بدعة، من جنس التميمة، من جنس الحروز.
فتاوى نور على الدرب(١/٣٥٩)
عدم ثبوت أثر عبد الرحمن بن عوف في مشاورة النساء
قال الإمام الوادعي رحمه الله في حرمة الانتخابات: هل قد خرجت المرأة للانتخابات في زمن أبي بكر أو عمر أو عثمان، أو علي بن أبي طالب؟ قالوا: إن عبدالرحمن بن عوف شاور النساء!.
فأقول لصاحب هذا الكلام: إنه حاطب ليل، وحاطب الليل كما يقول الشافعي: هو الذي يمد حبله ويجمع الحطب فربما يجمع الثعابين في الظلام بين الحطب، بل صاحب هذا الكلام أقبح من حاطب ليل لأنه يعلم أن هذا منكر ثم يدافع عن المنكر، وهذا الأثر لا يثبت أن عبدالرحمن بن عوف استشار النساء حتى في خدورهن.
(المصدر: تحفة المجيب١/٣٤٢)
الانتخابات محرمة وقد جاءتنا من قبل أعداء الإسلام
قال الإمام الوادعي رحمه الله في حرمة الانتخابات: هل حصلت الانتخابات في زمن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- عند أن اختلفوا في شأن أسامة بن زيد هل يكون هو الأمير أم غيره؟ فهل قال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: انتخبوا فمن حصلت له الأصوات الكثيرة فهو الأمير!؟ وهل حصلت الانتخابات في زمن أبي بكر؟ وهل حصلت الانتخابات في زمن عمر؟
وما جاء أن عبدالرحمن بن عوف تتبع الناس حتى النساء في خدورهن، فهذا يحتاج إلى نظر لأنه خارج «الصحيح»، فلا بد من جمع الطرق، وأنا متأكد أنها إذا جمعت الطرق سيكون شاذا، والشاذ من قسم الضعيف، ثم بحث عنه بعض الإخوة فوجد هذه الزيادة في غاية الضعف.
هل حصلت الانتخابات في العصر الأموي أو العباسي أو العثماني؟ أم إنها جاءتنا من قبل أعداء الإسلام، وصدق النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- إذ يقول: «لتتبعن سنن من قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه».
(المصدر: تحفة المجيب١/٣١٧)
المسلم المصلي والمتمسك بدينه يخاف منه أعداء الإسلام
قال الإمام الوادعي رحمه الله: المسلم المصلي والمتمسك بدينه يخاف منه أعداء الإسلام أعظم مما يخافون من طائراتنا ومدافعنا ورشاشاتنا ومجلس نوابنا(المصدر: تحفة المجيب١/٣٠٨)
الخميس، 18 سبتمبر 2014
الأسماء الحسنى كلها كمال مطلق ولا تتضمن كمالاً ونقصاً في حال دون حال كالصفات
الأسماء الحسنى لا تتضمن كمالا ونقصا في حال دون حال، بل هي كمال مطلق، والدليل على ذلك وصف الله تعالى إياها بأنها حسنى.
بخلاف الصفات - التي كما سبق - منها الكمال المطلق الذي يوصف الله به على سبيل الإطلاق، والنقص المطلق، وهذا لا يوصف الله به مطلقا، والكمال في حال دون حال، وهذا يوصف به الله حال كونه كمالا، ولا يوصف به حال كونه نقصا.
العلامة العثيمين_ شرح السفارينية(١٦٢)