قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(2/256): الإنسان
إذا آمن أنّ ما يجري عليه هو بقضاء الله
وقدره؛ فإنّه يستريح، لا يجزع عند المصيبة،
ولا يفرح فَرَح بَطَرٍ عند النعمة، لأنّه
يؤمن أنّ هذا بقضاء الله وقدره، فيرتاح
ضميرُه وتطمئنّ نفسُه ولا يجزع ولا يسخط،
قال تعالى:
{مَا
أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ
اللهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ
قَلْبَهُ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
(11)
} ،
قال علقَمة:
"هو
الرجل تُصيبه المصيبة فيعلم أنّها من عند
الله فيرضى ويسلِّم".
فمن
آمن بالقضاء والقدر فإنّه يجد طعم الإيمان
وراحة الإيمان عند الشدائد والمصائب
والمنغِّصات، فلا يكون فيه جزع ولا تسخُّط
ولا تضايُق، وإنّما يؤمن أنّ هذا قضاء
وقدر وأنّه لا بدّ منه.
أمّا
الذي لا يؤمن بالقضاء والقدر فإنّه يُصبح
في قلق وفي همْ.
فإذا
أصابه شيء فإنّه يجزع ويسخط ويلوم نفسَه:
لماذا
لم أعمل كذا؟، ليتني عملت كذا، ليتني
فعلتُ كذا، ثم يُصبح في عذاب أشدّ من ألم
المصيبة.