قال
الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه
لكتاب التوحيد(2/215-216): في
الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كُنا
إذا كنا مع النّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ في الصلاة؛ قلنا: السلام
على الله من عباده، السلام على فلان وفلان،
فقال النّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ:
"لا
تقولوا: السلام
على الله؛ فإن الله هو السلام".
هذا
نهيٌ منه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عن هذه الكلمة، والنهيُ يقتضي
التحريم.
فلَمّا
كان السلام من أسماء الله سبحانه وتعالى
فإنّه لا يقال:
"السلامُ
على الله" لأنّه
هو السلام سبحانه وتعالى.
وأيضاً: لَمّا
كان معنى السلام الدعاء للمسلَّم عليه
بالسّلامة من الآفات، والله جل وعلا
منزّه عن أن ينالَه شيءٌ من النقص أو من
الآفات أو من المكروهات، فليس بحاجة أن
يدعى له سبحانه وتعالى لغِنَاهُ عن كلِّ
شيء وحاجة كلِّ شيء إليه سبحانه وتعالى،
بل هو المدعو، ولا يُدعى له سبحانه وتعالى،
لأنّ الدعاء إنّما يكون للمخلوق المحتاج،
أمّا الله جل وعلا فإنّه غنيٌّ لا يحتاج
إلى شيء، فمن دعا لله فقد تنقّص الله عزّ
وجلّ، وهذا يُخِلُّ بالتّوحيد.
و"السلام" له
معنيان كما ذكر أهلُ العلم:
المعنى
الأوّل: السالم
من النقائص والعيوب.
والثاني: المسلِّم
لغيره.
أي: السالم
في نفسه، المسلِّّم لغيره، سبحانه وتعالى.
فحينما
يقول المسلِّم على النّاس:
(السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته) فمعناه: أنّه
يقول: أدعوا
لكم بالسَلامة من الله سبحانه وتعالى،
أو (السلام
عليكم) أي: اسمُ
الله عليكم، بمعنى: أن
الله يحفظُكم ممّا تكرهون.