سئل الإمام الألباني رحمه الله: حديث ( فراش لك وفراش لأهلك وفراش لضيفك وبعد ذلك فللشيطان ) . كيف يكون فراشا للشيطان ؟ .
الشيخ : الخطب سهل ، ( فراش لك ، وفراش لزوجك ، وفراش لضيفك ، والرابع للشيطان ) الثلاثة ما عندك فيهم إشكال صح ؟ .
الطالب : نعم ما في إشكال .
الشيخ : إذا الإشكال في الفراش الرابع ، هذا سهل الجواب عنه أي الفراش الزائد عن حاجتك وإنما تتخذه مفاخرة ومضاهاة فهذا للشيطان ، ويخرج من هذا أنك لو كنت كإبراهيم عليه السلام الذي كان لا يتغدى إلا أن يجمع حوله بعض الضيوف ، فإذا كنت مطروقا في دارك ولا يكفي فراشا واحدا لضيوفك فأنت في الغالب مثلا يأتيك أربعة خمسة من الضيوف كل ليلة أو أسبوع كل ليلة كل شهر مش مهم يعني حينئذ الفراش الرابع الذي هو للشيطان في الحديث ينقلب إلى حكم الفراش السابق لأنك اتخذته لحاجة ضيوفك إليه ؛ واضح هذا ؟ إذا الحديث المقصود به صرف المسلم عن الاستكثار من التمتع بخصال الدنيا من الألبسة والفرش ؛ أما إذا كان لا يكفيك للضيف فراشا واحدا لأنه يأتيك أكثر من ضيف واحد حينئذ يأتي قوله عليه السلام ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ). وليس من الإكرام في شيء أنه مثلا جاء لك الشيخ وفرشت له فراش وجاءك طالب علم فقلت له نام في الأرض ، هذا من الإكرام ؟ لا ؛ إذا يجوز أن تتخذ فراشا آخر للضيف وهذا ليس للشيطان ؛ واضح إن شاء الله ...
سلسلة الهدى والنور-الشريط ٧٧