قال الإمام الألباني رحمه الله: يوجد رجل عالم اسمه ابن بطة كان شديد التمسك بالسنة وكان يكره هذا القيام ، ذات يوم نزل إلى السوق ومعه صاحب له شاعر ينظم الشعر فمر على رجل عالم فاضل في دكانه ... فقام العالم قام لابن بطة احتراما له فقال لصاحبه الشاعر ، آه ، قال لما قام هذا الرجل العالم في الدكان يعرف أن ابن بطة يكره هذا القيام فقابله ببيتين من الشعر قال :
" لا تلمني على القيام فحقي حين تبدوا أن لا أمل القيام
أنت من أكرم البرية عندي ومن الحق أن أجل الكرام "
فقال العالم لصاحبه الشاعر أجبه عني ، الشاعر عارف عقيدة ابن بطة ورأيه في هذه المسألة فأجابه رأسا قال:
" إن كنت لا عدمتك ترى لي حقا وتظهر الإعظام
فلك الفضل في التقدم والعلم ولسنا نريد منك احتشاما
فأعفني الآن من قيامك هذا أولا فسأجزيك القيام قياما
وأنا كاره لذلك جدا إن فيه تملقا وآثاما
لا تكلف أخاك أن يتلقاك بما يستحل به الحرام "
والشاهد هنا وقد يكون في شيء مخفي بالنسبة لكم من المعاني لكن الشاهد واضح ان شاء الله
" وإذا صحت الضمائر منا اكتفينا من أن نتعب الأجسام
كلنا واثق من ود أخيه ففيما انزعاجنا وعلام "
مادام نحن متحابون ومتوادون لماذا كل ما دخل واحد يا الله قوم واقعد قوم واقعد؟!
خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم فإذا كان الرسول وهو سيد البشر يدخل على أفضل الناس بعد الأنبياء والرسل أصحابه الكرام وفيهم أبو بكر وعمر ما أحد يقوم له ؛ إذن نحن أحق من أن نقتدي بالرسول عليه السلام سواء كنا من أهل العلم أو من طلاب العلم ؛ لأن هذا الذي هو من أهل العلم فهو دون الرسول عليه السلام بملايين الدرجات دونه وطلاب العلم مهما كانوا يعني حريصين على طلب العلم والتمسك بالآداب فهم دون الصحابة بملايين الدرجات ؛ فإذا كان الصحابة لا يقومون للرسول فإذا هؤلاء الطلاب لا ينبغي أن يقوموا لمشايخهم ، والمشايخ إذا كانوا حقا مشايخ ينبغي أن يكرهوا هذا القيام لأن الرسول عليه السلام كره هذا القيام.
سلسلة الهدى والنور-الشريط٨٠