الجمعة، 13 أكتوبر 2017

كيف يتدرج طالب العلم في دراسة العقيدة؟

مهمٌّ جداً لطالب العلم أن يعلم أن العلم لا يُنال جملة بل يُنال بالتدرّج شيئاً فشيئاً , كما قال أحد السلف رضي الله عنهم : ( من رام العلم جملة ذهب عنه جملة ) لذلك العلم ينال شيئاً فشيئاً , وكل فنٍّ من فنون علم الشريعة له طريقته في التدرج .
علم العقيدة وعقيدة التوحيد بالذات , له طريقته أيضاً في التدرج , فتوحيد العبادة _ الألوهية _ يُنصَح بأن يبدأ طالب العلم بثلاثة الأصول فيه , فإذا أتقن هذا الكتاب أتقن جانباً لا بأس به من هذا التوحيد _ توحيد الألوهية _ ثم بعد ذلك ينتقل إلى كتاب التوحيد , وبعض أهل العلم ينصح بالقواعد الأربع قبل ذلك , وأنا أفضّل أن ينتقل إلى كتاب التوحيد , فكتاب التوحيد فيه كل ما يحتاج إليه في هذا العلم , بالتحديد علم توحيد الألوهية , كتابٌ جامعٌ ونافعٌ وفيه خير كثير والحمد لله , ثم بعد ذلك يدرس " كشف الشبهات " وهو كتاب أيضاً نافع في كشف شبهات الصوفية عبدةِ القبور وكذلك الشيعة , وهم أكثر الطوائف عرفت بعبادة القبور فكشف الشبهات هذي , فهذا فيه رد على شبهات القوم , لكن ينفع للشخص أن يدرسه بعد كتاب التوحيد , والصواب أن يعرف الشخص التوحيد أولاً ثم بعد ذلك يعرف الشبهات التي يوردها أهل الضلال عليه , ثم بعد ذلك يدرس " نواقض الإسلام " فهذا أيضاً أمرٌ نافع بالنسبة لطالب العلم , هكذا يكون التدرج في هذا العلم وهو توحيد الألوهية .
أما العقيدة بصفة عامة فيدرس طالب العلم في _ أيضاً - " لمعة الاعتقاد " : هذا فيه _ يعني _ تطرّقٌ لعقيدة أهل السنة والجماعة بطريقة مختصرة تناسب طالب العلم المبتدئ , ثم بعد ذلك ينتقل إلى الواسطية ويدرسها بإتقان , ثم بعد ذلك ينتقل إلى الطحّاوية فيكون قد تحصّل على خير كبير في علم الاعتقاد , ومن أراد أن يستزيد فكتبُ العلم كثيرة كالتدمرية وكالحموية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.

.
(من شرح الشيخ علي الرملي على كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب)