لقد
بدأ الشيعة منذ قريب ينشرون كتباً ملفقة
مزورة في بلاد الإسلام، يدعون فيها التقريب
إلى أهل السنة، ولكن بتغيير صحيح يريدون
بها تقريب السنة إليهم بترك عقائدهم،
ومعتقداتهم في الله، وفي رسوله، وأصحابه
الذين جاهدوا تحت رايته، وأزواجه الطاهرات
اللآتي صاحبنه في معروف، وفي الكتاب الذي
أنزله الله عليه من اللوح المحفوظ، نعم
يريدون أن يترك المسلمون كل هذا، ويعتنقوا
ما نسجته أيدي اليهودية اللئيمة من
الخرافات، والترهات، في الله، بأنه
يحصل له "البدا" وفي
كتاب الله، بأنه محرف، ومغير فيه، وفي
رسول الله، بأن علياً وأولاده أفضل منه،
وفي أصحابه حمَلة هذا الدين، أنهم كانوا
خونة، مرتدين، مع من فيهم أبو بكر، وعمر،
وعثمان، وأزواج النبي، أمهات المؤمنين،
مع من فيهن الطيبة، الطاهرة، بشهادة من
الله في كتابه، بأنهن خُنَّ الله ورسوله،
وفي أئمة الدين، من مالك، وأبي حنيفة،
والشافعي، وأحمد، والبخاري، أنهم كانوا
كفرة ملعونين - رضي
الله عنهم ورحمهم أجمعين - نعم
يريدون هذا، وما الله بغافل عما يعملون.
فكل
من عرف هذا وقام على وجههم، ورد عليهم،
جعلوا يتصيحون عليه ويتنادون باسم الوحدة
والاتحاد، ويرددون قول الله عز وجل:
{ولا
تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم}.
فبعداً
للوحدة التي تقام على حساب الإسلام،
وسحقاً للاتحاد الذي يبنى على أعراض محمد
النبي، وأصحابه، وأزواجه - صلوات
الله وسلامه عليهم أجمعين-،
فقد علّمنا الله عز وجل في كلامه الذي
نعتقد فيه أن حرفاً منه لم يتغير ولم
يتبدل، وما زيد عليه بكلمة، ولا نقص منه
حرف، علّمنا فيه، أن كفار مكة طلبوا أيضاً
من رسول الله، الصادق، الأمين، عدم الفرقة
والاختلاف بدعوته إلى عبادة الله وحده،
مخلصين له الدين، وإفضاحه آلهتهم، والرد
عليهم، فأجابهم بأمر من الله: يا
أيها الكافرون، لا أعبد ما تعبدون، ولا
أنتم عابدون ما أعبد، ولا أنا عابد ما
عبدتم، ولا أنتم عابدون ما أعبد، لكم
دينكم ولي دين.
وقال: هذه
سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن
اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين.
وقال: ولنا
أعمالنا ولكم أعمالكم ونحن له مخلصون...
اقرأ
المزيد من كتاب "الشيعة
والسنة"لإحسان
إلهي ظهير رحمه الله على
الرابط