الثلاثاء، 17 مارس 2015

(النهي عن السلام على المتخلي وكراهة ذكر الله أثناء التخلي)

(النهي عن السلام على المتخلي(1) وكراهة ذكر الله أثناء التخلي)
روى ابن ماجه من حديث جابر: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - مَرّ عليه رجل وهو يَبول فسلَّم عليه فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذَا رَأَيْتَنِي عَلى مِثْلِ هَذِه الْحَالَةِ فَلا تُسَلِّمْ عَلَيَّ، فَإِنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ لَمْ أَرُدَّ عَلَيْكَ".
وروى مسلم من حديث الضحاك بن عثمان، عن نافع، عن ابن عمر: أنَّ رجلًا سلم على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يبول فلم يردّ عليه.
ورواه البزار وأبو العباس السراج، وأبو محمَّد بن الجارود من رواية سعيد بن سلمة بن أبي الحسام، عن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر -نسبه السّراج- عن نافع، عن ابن عمر: أنَّ رجلا سلم على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يبول فردّ عليه، ثمّ قال له: "إذَا رَأَيْتَنِي هَكَذَا فَلَا تُسَلِّمُ عَلَيَّ، فَإِنَّكَ إِنْ تَفْعَلْ لَا أَرُدَّ عَلَيْكَ". زاد السراج: "إنه لَمْ يَحْمِلْنِي عَلَى السَّلامِ عَلَيْكَ إلَّا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ السّلامَ".
ورواه الشافعي عن إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، نحوه.
وقال عبد الحق: حديث مسلم أصحّ، ثم قال: لعلّه كان ذلك في موطنين.
وعن المهاجر بن قنفذ قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يبول فسلّمت عليه، فلم يردّ عليّ حتى توّضأ، ثم اعتذر إلَيّ فقال: "إنِّي كَرِهْتُ أنَّ أَذْكَر الله إلَّا عَلَى طُهْرٍ". رواه أبو داود والنسائي والحاكم.
(التلخيص الحبير لابن حجر)
قال الشيرازي: ويكره أن يرد السلام أو يحمد الله إذا عطس أو يقول مثل ما يقول المؤذن لأن النبي صلى الله عليه وسلم سلم عليه رجل فلم يرد عليه حتى توضأ ثم قال: كرهت أن أذكر الله تعالى إلا على طهر .
(المهذب)
_________________________
(1): المتخلي: قاضي الحاجة من بول أو غائط.