الأربعاء، 18 مارس 2015

(الإبعاد والاستتار للمتخلي في الفضاء)


عن جابر قال: «خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر فكان لا يأتي البراز حتى يغيب فلا يرى». رواه ابن ماجه.
قال الإمام الشوكاني في نيل الأوطار:
الحديث رجاله عند ابن ماجه رجال الصحيح إلا إسماعيل بن عبد الملك الكوفي فقال: البخاري: يكتب حديثه. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. وقال في التقريب: صدوق كثير الوهم.
وقد أخرجه أيضا النسائي وأبو داود والترمذي، وقال: حسن صحيح من حديث المغيرة بلفظ: «كان إذا ذهب أبعد» .
وأخرجه أبو داود من حديث جابر بلفظ: «كان إذا أراد البراز انطلق حتى لا يراه أحد» ، وفي إسناده أيضا إسماعيل بن عبد الملك الكوفي نزيل مكة، وقد تكلم فيه غير واحد.
قلت: قال شيخنا علي الرملي في شرح الدرر: هذان الحديثان فيهما كلام لكن أحدهما يشهد للآخر ويدعمه فيكون حسناً إن شاء الله.
قال الشوكاني:
والحديث يدل على مشروعية الإبعاد لقاضي الحاجة.
قلت: وقال شيخنا في شرح الدرر: وجاء عن المغيرة بن شعبة في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم بال عند سباطة قوم -أي عند مزبلتهم- وهذا يكون قريباً من الناس. وكذلك رآه ابن عمر على سطح بيت حفصة جالساً على لبنتين يقضي حاجته. وهذا قريب أيضاً من الناس.
فالجمع بين الأحاديث أنه إذا دخل كنيفاً أو كان في مكان وإن كان قريباً على الناس إلا أنه يأمن من أن يراه أحد وتكون أيضاً الروائح والأشياء هذه بعيدة عن الناس، عندئذ يجوز حتى وإن كان قريباً من الناس أن يقضي حاجته في ذلك المكان. أما إذا لم يأمن على نفسه من انكشاف عورته أمام الناس أو كانت الرائحة ستؤذي الناس، عندئذ نقول: يجب أن يبتعد.ا.هـ
وعن عبد الله بن جعفر قال: «كان أحب ما استتر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحاجته هدف أو حايش نخل»
قال الشوكاني: والحديث يدل على استحباب أن يكون قاضي الحاجة مستترا حال الفعل بما يمنع من رؤية الغير له وهو على تلك الصفة.